وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 244/
التسامح الديني في الإسلام
لصاحب العزة الكاتب الكبير الأستاذ أحمد أمين بك
نعني بالتسامح الديني أن يكون لكل فرد في الأمة حق في أن يعتقد ما يراه حقاً وأن تكون له الحرية في تأدية شعائر دينه كما يشاء، وأن يكون أهل الأديان المختلفة أمام قوانين الدولة سواء. ولننظر إلى الإسلام في ضوء هذا التعريف نر أنه من حيث مبادئه وتعالميه الأصلية هو أرقى الأديان في تحقيق هذه المبادئ. والباحث في التسامح الديني في الإسلام مضطر أن ينظر إليه من ناحيتين: ناحية المذاهب المختلفة في الإسلام نفسه، وناحية نظرة الإسلام لأهل الأديان الأخرى.
فأما الناحية الأولى فالمسلمون في عهد نزول القرآن أي عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يكونوا إلا مذهباً واحداً ولذلك لا نتوقع أن يكون في القرآن نفسه نص على التعامل بين المذاهب الإسلامية المختلفة. قد يكون هناك بينهم اختلاف في الاجتهاد أو اختلاف في تطبيق المبادئ الإسلامية ولكن لم يتعد هذا أن يكون في مسائل جزئية لا ينطبق عليها كلمة مذهب. وهناك أقوال ماثورة تدعو إلى التسامح مثل ما شاع بين المسلمين " اختلاف أمتي رحمة " وكان هذا سببا في سعة الصدر بين أهل المذاهب المختلفة من حنفي وشافعي ومالكي ألخ … ومثل ما روي عن الشافعي من قوله: (مذهبي صواب يحتمل الخطأ ومذهب غيري خطأ يحتمل الصواب) وهو قول لطيف يدل أيضاً على قدر كبير من التسامح، ومن هذا القبيل أيضاً ما شاع بين المسلمين من قولهم: (لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب غير