وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 267/
نفسه، ولم ينقل الكلام من غير سند، ولم يرتجله ارتجالاً، وانما دعم كل ما يذكره بالدليل، وفي الحق أن الرجل افلح أيما فلاح، ومن قبله كتب العلامة الخزاعي كتابه (تخريج الدلالات السمعية) ولو ان الكتاب مخطوط إلا أن صاحب التراتيب، وهو السيد عبد الحي الكتاني، محدث فاس قد نقله وزاد عليه، وما أظن شيئا مما يتكلم عنه الناس اليوم ويخوضون فيه إلا وللموضوع أساس فيه في العصر الإسلامي وما أريد أن انقل شيئا من خطبته فقد يحلو لقائل أن يتهمني بالتعصب والافراط في تقدير ذلك العصر ولكني أحيله على ذلك الكتاب، إن لم يكن على موضوعه في ثناياه، فعلى الاقل للفهرس ولثبت مراجعة الذي ذكره في مقدمته، والكتاب بحمد الله مطبوع، ومن السهل الرجوع اليه، فان لم يصدق الخبر الخبر، فلينح باللائمة على من شاء.
وبالأمس القريب، نشرت لجنة التاليف والترجمة والنشر كتابا في الدبلوماسية الإسلامية، فوق عشرات من الروايات المنثورة هنا وهناك في هذا الموضوع.
ولعل كثيراً من القراء الكرام، اطلعوا على كتاب الوحي المحمدي، للسيد رشيد رضا، ورأوا فيه الموضوعات السياسية التي قررها القرآن والسنة، مما يعد دستورا كاملاً، لا ينقصه الا ان يقال المادة واحد إلى كذا من المئين كما تصاغ الدساتير والقوانين.
اذن فما الذي ينقصنا من ناحية النظام السياسي وتقريره من الوجهة النظرية ؟ الحق أنه ينقصنا شئ مهم، وهو في الواقع كل شئ، وهو البحث وراء ما تركه العلماء الأجلاء من تراث في هذا الموضوع، ثم تقديمه للناس مهند ما مهندسا منمقا تحيط به هالة من حسن الطبع وجودة الترقيم، وذلك كل ما تمتاز به كتابات العصر الحديث.
وأنا جد واثق أن في سعة علم صديقي الشافعي بك، ما يجلي غوامض الموضوع الذي وعد بالكتابة فيه، وقد وضعت بين يديه شيئاً من المراجع، ووراء ذلك ـ إن أحب ـ عشرات وعشرات، فليزدنا من علمه وفضله، نزده من استماعنا وعنايتنا بما يكتب لينصف قوما ظُلموا، ولعل الله أراد لهم المعدلة على يديه، يوافي التقرير، وجيد التحبير.