وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 6/
متماسكا استندت اليه دعوة الحق، واحتمى به الإسلام وهو ناشئ غض، حتى جاء نصر الله والفتح، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وقد امتن الله بذلك على رسوله وعلى المؤمنين فقال (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم، ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم) وقال (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا وأذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون).
فلما اختار الله رسوله الى جواره سار أصحابه ـ عليهم رضوان الله ـ في طريقه، غير أن الزمان عاجلهم ببعض المشكلات فاختلفوا عليها، وكان خلافهم في دائرة الحق والمصلحة كما يعتقد كل منهم، ثم انقضت الحقبة الأولى من عمر الدولة الإسلامية، بعد أن تركت في جسم الأمة جراحا عميقة كان من سوء الحظ أنها لم تجد أساة معالجين، بل وجدت من لا يزال ينكؤها ويحييها ويحتفظ بها خضراء كما يعبر أدباء الغرب، وفعلت السياسة فعلها، وعادت العصبيات إلى سابق عهدها، فتعددت الأحزاب والفرق والطوائف، وكثرت الخلافات المسائل الجدلية، وترامى المسلمون بالتهم، وساءت بينهم الظنون، ومشى كل فريق في طريق فضلّت بهم السبل عن الطريق السوي، وذاق بعضهم بأس بعض، وتمكن منهم أعداؤهم، فدسوا لهم في السياسة، ودسوا لهم في التاريخ، ودسوا لهم في العلم والرواية، ودسوا لهم في النظريات الفلسفية، والقضايا الغيبية، وفتحوا لهم آفاق الشك والريب فيما لديهم، وشغلوهم بالجدل والخصام حتى أنهكوا قواهم، وأوهنوا عقولهم، وحطّموا أعصابهم، وأفقدوهم الثقة بأنفسهم، والتعويل على مواهبهم، ثم اقتطعوا أوطانهم قطعة بعد قطعة، واقتسموها فيما بينهم غنائم باردة، في صورة الاستعمار أحياناً، والحماية أحياناً، والوصاية أحياناً، ومناطق النفوذ أحياناً، فتح الأسواق أحياناً، وهكذا من كل ما برَّر به الغاصبون غصبهم، وجعلوه ستاراً على مطامعهم وشهواتهم.