وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 143/
الإسلام والمُسْلمُونَ
لصاحب العزة الكاتب الكبير الأستاذ أحمد أمين بك
من البديهى أنه يجب التفريق بين الإسلام في مبادئه وتعاليمه، كما يدل عليه اقرآن الكريم، والسنة الصحيحة، وبين أعمال المسلمين من وقت أن اعتنقوا الإسلام إلى اليوم، فمن أراد الحكم على الإسلام فليرجع إلى أصوله الأولى، وينظر إلى جوهر تعاليمه ويزنها بميزان الحق والعدل، ومن الخطاء الفاحش أن اعتقوا الإسلام إلى اليوم، فمن أراد الحكم على الإسلام فليرجع إلى أصوله الأولى، وينظر إلى جوهر تعاليمه ويزنها بميزان الحق والعدل، ومن الخطأ الفاحش أن يحكم على الإسلام بالمسلمين فقد يكون الدين صحيحاً، ومعتنقوه خادجين عليه، متحرفين عنه، فيكون الخطأ خطأ أصحابه لا خطاأه هو، بل أحيانا يكون الدين فاسداً في جوهرة وتعاليمه، ويرتقى معتنفوه، فتصدر عنهم أعمال فاضلة، لا تمت إلى دينهم الأصيل بسبب، وإنما هم الذين حوّ روادينهم، وصاغوا صياغة خيراً مما كانت عليه ـ والحق أن الفرق كبير بين الإسلام نفسه، وعمل المسلمين في مختلف العصور، وأكاد أجزم بأن الإسلام لم يحى حياة عملية صحيحة طبق مبادئه إلا عصراً قصيراً جداً، وهو عصر الرسالة وما بعدها بقليل، وأما ما عدا هذه الفترة، فقد عاش المسلمون عيشة منحرفة عن الدين، وإن اختلف هذا الانحراف قلة وكثرة أوشدة وضعفا.
لننظر قليلا في أهم عنصر من عناصر الإسلام، وهو التوحيد الذي تبلور في قولنا "لا إله إلا الله" فهل سار المسلمون عملياً واقتصادياً على هذا المبدأ، وإلى أى حد؟ إن هذا المبدا، يدعو إلى اعتقاد أنه لا يصح تأليه غير الله، وعباإة غير الله، وأما من عداه من الناس فسواسية لا إله ولا مألوه، قد يختلفون في النسب، وقد يختلفون في الثروة، وقد يختلفون في غير ذلك، ولكنهم كلهم إخوة فيما بينهم، وعبيد لله وحده.