وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 20/
الممض، فقد ضرب المصريون يومئذ مثلا عالياً للدنيا في التضحية والبسالة وإنكار النفس، واستطاعوا أن يلووا عنق الإمبراطورية البريطانية، وهي في عنفوان بطشها، وإبان غضبها.
لقد لفتت مصر يومئذ بذلك أنظار العالم كله شرقيه وغربيه، ورجت الشرق من بطاحه ورعانه، كما يقول أمير الشعراء شوقي، وأطلقت لسان غاندي بطل التضحية والزهد بكلمته المشهورة: "لقد تعلمت الوطنية من الثورة المصرية!"
إن المصريين يومئذ كانوا أمة واحدة متماسكة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، لا يفكر أحد منهم إلا في قضية وطنه، ولا يعادي أحد منهم إلا أعداء بلاده، وكان المحتل يعاني كل لحظة أزمة من الأزمات، وكانت الشوارع في العواصم والقرى مسارح وميادين لحرب عنيفة تتلقي فيها الصدور والرءوس والأجسام نيران البنادق والمسدسات، والمدافع الرشاشة، تختلط أصواتها بنداء:
يحيا الوطن، نحن فداء الوطن!
وما لبثت بريطانيا القوية المنتصرة أن اعترفت بحق مصر في الاستقلال، ونزلت على مطالب أهلها الأقوياء المتحدين. ولكن ما لبثنا نحن أيضاً - بعد أن خطونا في سبيل الإصلاح والحكم الصالح خطوة أو خطوتين - أن دب بيننا دبيب النزاع، وتحركت فينا كوامن الخلاف، وذكر كل منا نفسه، ونسى وطنه، وكفى الله المستعمرين شر النضال.
فإذا كنت أهنيء شقيقتنا الباسلة "إندونيسيا" بما أفاء الله عليها من نصر وعزة وسيادة، فإني أرجو أن يكون لنا ولسائر الشعوب الإسلامية من جهادها واتحادها عبرة، وأن يكون لها من تطاول العهد على كثير من أمم الشرق بسبب خلافاتها موعظة حسنة، وأسأل الله أن يثبت خطانا جميعا، وأن يوفقنا إلى إعادة مجد الإسلام وعزة الإسلام؟