وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 357/
الأزهر ووزارة المعارف
بَيَنَ التّجْدِيدَ والْجُمودْ
لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الكبير
الشيخ محمد عبد اللطيف دراز
مدير الأزهر والمعاهد الدينية
كان الأزهر إلى عهد الأستاذ الإمام المغفور له الشيخ محمد عبده، عاكفا على علومه الخاصة، بعيدا عن المشاركة في علوم الحياة العامة، بل كان يعتبر الاشتغال بها نوعا من العبث، وتضييع الوقتع فيما لا طائل تحته، ولا فائدة فيه،
وكان في عكوفه على علومه الخاصة شديد الحرص على التزام طريقة بعينها في الدراستة، ونوع بعينه من الكتب، قلما يحاول الخروج عليهما، أو التحرر منهما، فإذا حاول ذلك أحد من علمائه أو طلابه؛ عُدّ ذلك حدثاً من الأحداث، التي تستدعى الاهتمام وتسترعى الانتباه من المسئولين عنه، وتحفزهم إلى نوع غريب من التكاتف والتعاون يوحى به الاحساس بالخطر أو ما يشبه الخطر، فلا يقر لهم قرار حتى يأخذوا على يد هذا المتطلع إلى أفق غير أفهم المعهود.
ولقد حدثنا التاريخ أن الأستاذ الإمام رضى الله عنه، رأى ـ قبل أخذه شهادة التدريس ـ أن يطالع مع بعض الطالب كتبا منها شرح العقائد النسفية للتفتازانى مع حواشيه، وسوَّ غ لنفسه في أثناء ذلك أن يرجح مذهب المعتزلة في بعض المسائل الكلامية على مذهب الأشعرية، فقامت لذلك ضجة كبرى في الأزهر ووصل الأمر إلى المرحوم الشيخ عليش الكبير، وكان رجلا حديد ا