وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 262 /
العواطف، إذ هو في حاجة على الدوام لمهماز من" المنافسة" يسوقه نحو العمل والجد والتفوق. وليس من وسيلة لذلك، الا اطلاق الإنسان في جومن المزاحمة والمنافسة الحرة.
ونادوا بالحرية كشرط، لأن فقدآنها أو الحد منها يتعارض مع المصلحة الشخصية ويفقدها قوة المنافسة وقيمتها.
هذه هي أسس الاقتصاد الرأسمالي، وموجز خاطف عن حجج القائلين به ونحن إذا استعرضنا تاريخ الحركة الاقتصادية في أوروبا، رأينا أنه لما داردولاب العمل في جو الرأسمالية الحر، وجد الناس أنفسهم طبقات: ملاك أشراف، وربويون، وصناع وأجراء يعملون وينتجون، وآخرون يعملون ولا ينتجون كالكهنوت وحواشى الملوك... الخ. وكانت الحياة تبدو طبيعية نوعا ما، لأنه لا أزمات اقتصادية، ولا مصانع مغلقة، ولا عمال مضربين.
فلما توصل الذكاء البشرى لايجاد الآلة البخارية، حلت هذه الآلة مكان الصانع ففاض الانتاج وكثر المتعطلون، وراح ارباب الثروات والمصانع، يعالجون الانتاج الفائض تارة بوقف الانتاج، وباغلاق المصانع وصرف العمال، وتارة أخرى بتدمير الانتاج،ليظلوا محتفظين بالأسعار العالية.
وتنشأالأزمات الاقتصادية، ويدب الذعر في قلوب العمال أولا، لحرصهم على القوت، وتتجهم وجوه أرباب المصانع فزعا من ثورة العمال وتضعضع ثرواتهم الضخمة، وترتبك الدولة خوف افلات زمام الامور من أيديها، ثم تنفرج الأزمة، فتتكشف عن مفاسد النظام القائم وعن ضحايا لا بد منها.
ويدور الفلك دورته، وإذا الأزمات تتكرر من جديد، وينظر العالم وإذا الثروات الضخمة تتكدس بين أفراد قلائل، وإذا العالم قبضة هؤلاء النفر، يوجهون الحكومات الوجهة التي تزيد في ثرواتهم وتحفظها في أيديهم، ولو أدى ذلك إلى شقاء سواد الشعب وهلاكه جوعا، وإذا الدول الرأسمالية، تسير في ركاب الثروة، وإذا رجال الحكم يقرون السلام أو يعلنون الحرب نزولا على أوامر