وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 282 /
وأن يحتكم إلى عقله العام فيها تحكيه المراجع الدينية ورجال الدين فتفلسف ونقد وكون له معرفة خاصة تتميز عن الدين بأنها تحمل طابع الإنسان ونتيجة لقوته الفكرية، ورضي أن تكون معرفته هذه مصدر هدايته وسيره في الحياة، كما تكون أساسا لتقنينه وتشريعه الوضعي في جماعته، وأخذت هذه المعرفة اسم "الفلسفة" في تاريخ الإنسان.
وسارت الفلسفة مع الدين في اتجاه واحد ولغاية واحدة، فكلاهما قصد إلى إرشاد الإنسان فرداً وجماعة، والى وضع حدود لتسوية ما يجد بين الافراد من منازعات، والفرق بينهما كان في الخطوات التي يقطعها كل منهما في سيرة نحو الغاية الواحدة، بطأ وسرعة. ففي الوقت الذي كان التدين يسود جماعة من جماعات الإنسان كانت خطوات الدين فيه أسرع، وبالعكس إذا سيطرت الفلسفة على عقلية نفر من الخاصة قيض لها أن تحكم الجماعة وتنفرد بالتوجيه فيها.
وعلى كل حال كان مرد أمور الجماعة كلها في القديم إلى الديانات الشعبية وكهنتها، ثم إلى الأديان السماوية فيما بعد واستمر الوضع على ذلك إلى عصر النهضة في أوربا والى أواخر القرن التاسع عشر في الشرق.
ومنذ عصر النهضة الأوربية قويت نزعة الإنسان الاستقلالية، وجدّت الفلسفة ـ تبعاً لذلك ـ في السير نحو هدفها، وهو إقناع الإنسان بالاعتماد على الإنسان، لا على قوة خارجة عنه، في وضع مبادى السلوك وتحديد الحياة وتحديد قيمتها وتحديد غايتها. ونمت بذلك البحوث الأخلاقية والاجتماعية التي أثرت جميعها في وضع القانون وتنظيمه، وأصبح بجانب النهضة العلمية الطبيعية نهضة أخرى تشريعية إنسانية، وهكذا استقل الإنسان بالتدريج بالسيطرة على حياة الإنسان عن طريق القانون.
والقانون لا ينظر إليه باعتبار أنه جملة من المواد تنظم علائق الافراد بعضها مع بعض في الجماعة، بل ينظر إليه من حيث غايته وغاية القانون إسعاد الجماعة الإنسانية بالحرص على تحقيق مصالحها العامة.