وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 30 /
النَّفسِيَّةُ المحمَّديَّة
تحت ضوء العلم والفلسفة
الرّق في الإسلام
لحضرة صاحب العزة الكاتب الكبير
الأستاذ محمد فريد وجدي بك
مدير مجلة الأزهر
لم يُحل الإسلام الرق إلا في حق من يؤسر في حرب شرعية، أي مستوفاة لما تقره الشريعة من بواعثها وغاياتها؛ أما ما يكون منها مثاره اختطاف الولدان والبنات بشن الغارات على القبائل السودانية أو غيرها. مما أعتيد اتخاذ العبيد والجواري منها، فعمل جاهلي لا يجوز لأمة مسلمة أن تقدم عليه، وإن فعلت كان عليها وزره، وتحمل تبعاته، ما أبقت عليه أو تغاضت عنه، يروي أن واحدا من أهل العلم المسلمين أراد أن يشتري عبداً يستعين به، فلم يهتد إلى واحد تنطبق شروط الشرع الإسلامي عل وسائل أسره، فأقلع عن شرائه متورعا عن التورط في أمر إثمه أكبر من نفعه.
ومن يتأمل في الوسائل التي كان يتذرع بها الذين كمانوا يقومون باختطاف الغلمان والبنات من بلاد السودان، وتكديسهم في الحجرات الضيقة جياعا وعطشى ليحملوهم منها إلى السفن التي توزعهم على البلاد التي تروج بها تجارتهم، يخيل إليه أن هؤلاء من الأنعام التي أعدت للذبح، لا أنهم من البشر الذين لهم حق في الحياة وفي التمتع بمزاياها كسائر إخوانهم من ذرية آدم وحواء.