وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 89 /
وقد أجابه أبو صالح الهاشمي، بجواب طويل، بدأه بقوله: هون عليك يا شيخ فليس هذا كله على ما تظن، القدر يأتي على كل شي، الخ وختمه بقوله: "والشاعر يهزل ويجد، ويقرب ويبعد، ويصيب ويخطى، ولا يؤاخذ بما يؤاخذ به الرجل الديان، والعالم ذو البيان".
وفي طبقات الاطباء.
قال المبشر بن فاتك، في كتاب "مختار الحكم ومحاسن الكلم" ان ارسططاليس لما بلغ ثمان سنين حمله أبوه إلى بلاد أثينة، وهي المعروفة ببلاد الحكماء، وأقام في توقين منها، فضمه أبوه إلى الشعراء والبلغاء والنحويين، فأقام متعلماً منهم تسع سنين، وكان اسم هذا العلم عندهم "المحيط" أعنى علم اللسان لحاجة جميع الناس إليه لأنه الاداة، والمراقى إلى كل حكمة وفضيلة، والبيان الذي يتحصل به كل علم، وان قوما من الحكماء ازروا بعلم البلغاء واللغويين والنحويين وعنفوا المشتغلين به، منهم أفيقورس وفوثيغورس، وزعموا أنه لا يحتاج إلى علمهم في شيء من الحكمة، لان النحويين معلمو الصبيان، والشعراء أصحاب أباطيل وكذب، والبلغاء أصحاب نمحل ومحاباة ومراء، فلما بلغ أرسططاليس ذلك أدركته الحفيظة لهم، فناضل عن النحويين والشعراء والبلغاء، واحتج عنهم، وقال: انه لا غنى للحكمة عن علمهم، لأن المنطق أداة لعملهم، وقال: ان فضل الإنسان على البهائم بالمنطق، فأحقهم الانسية أبلغهم في منطقه، وأوصلهم إلى عبارة ذات نفسه، وأوضعهم لمنطقه في موضعه، وأحسنهم اختياراً لأوجزه وأعذبه، ولأن الحكمة أشرف الأشياء، فينبغي أن تكون العبارة عنها بأحكم المنطق، وأفصح اللهجة، وأوجز اللفظ، الابعد عن الدخل والزلل، وسماحة المنطق، وقبح اللكنة والعى، فان ذلك يذهب سور الحكمة، ويقطع عن الاداء، ويقصر عن الحاجة، ويلبس على المستمع، ويفسد المعاني، ويورث الشبهة. (الحديث موصول).