وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 115/
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة التحرير
بين صدور هذا العدد والذي قبله من (رسالة الإسلام) أصيب العالم شرقيه وغربيه ببضع قوارع متلاحقات، بين عاصفة من الريح، أو غاشية من الماء، أو حارقة من النار، أو قرية تطوى في جوف الأرض بقضها وقضيضها، حتى رجفت القلوب، وذهلت العقول، وخاف كثير من الناس أن تكون هذه الاحداث نذرا متتابعة بين يدى عذاب شديد.
وكان أشهر هذه القوارع خبرا، وأبعدها أثرا، وأشدها عموماً في الناس، وشمولا لما صنعته يد الحضارة ما حل بأوربا أواخر جمادى الاولى فاهتزت بأنبائه أسلاك البرق، وأمواج الاثير، وتناقلته الصحف والمجامع، وتواصفته أقلام الكاتبين في كل مشرق من الأرض أو مغرب:
ذلك أن ماء البحر طغى على بعض البلاد الاوربية طغيانا شديدا، ووافق هذا الطغيان ريحا صرصرا عاتية، تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل خاوية، بل تنزع ما صادفها من نِبىً راسخة، وقلاع شامخة، فالتقى الماء والريح على أمر قد قدر، وعلا صراخ المستصرخين، ودعاء المستغيثين، ووقفت المدنية بمخترعاتها وآلاتها وعجائبها حاسرة حائرة لا تدرى ما الله صانع بها، وظل الناس على ذلك أياما وليالى حتى أتم الله أمره، وأنفذ قضاءه، فكايّن من بلاد هدّمت، ومدائن أغرقت، ومصانع خرّبت، وآلات عطلت، وأشجار باسقات اقتلعت، ومزارع بالملح الاجاج غمرت، وكأيّن من أبصار زاغت، وأحلام طاشت، وأرواح فاضت، وكأين من أب حان شهد مصارع أهله وولده وهو لايستطيع أن يغنى