وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 178/
وتيار الباطل وأصبح من الصعب أن يحاول فريق في سرعة وقف تيارهما، واحتاج الأمر في ذلك إلى قوة ايمان وجلد.
ولأن طبيعة الباطل وطبيعة الرذيلة على ما شرحنا، ولأن طبيعة الحق وطبيعة الفضيلة كما ذكرنا أيضاً - كان من الضرورى لخير الجماعة والافراد أن تستمر دعوة الداعين إلى الفضيلة والحق، وأن تقوم دعوتهم على الايمان بهما والتضحية في سبيلهما.
اتّباع الفضيلة فحسب لايروج الفضيلة، ولا يجعلها مسيطرة على التوجيه. بينما الباطل يسعى وحده على قدميه ويقتنص التابعين له في غير عناء وتلك سنة الله في الوجود والحياة الإنسانية وما الرسالة الالهية الا دعوة إلى الفضيلة والحق، وما الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر الا طلب لاستمرار هذه الرسالة فيما تهدف إليه، حتى لايسيطر الباطل وتروج مظاهر الرذيلة.
وأن من يعجب لفوز الباطل على الحق في وقت ما، دون أن يرى دعوة ودعاة إلى هذا الحق، ودون أن يرى مؤمنين أقوياء بين هؤلاء الدعاة ان وجدوا - ليعجب من شيء يسير سيرته الطبيعية، ووفق أحداث الحياة نفسها.
* * *
الايمان بالحق وبالفضيلة أو لا قبل كل شيء. وادراك الإنسان لهما لايجدى في تمكينهما من نفوس الناس دون الايمان بهما. والايمان بهما يتعارض مع الايمان بالذات ومطالبها. ثم تأتى بعد الايمان مرحلة الدعوة لهما عن طريق العمل السلوكى، وعن طريق بيان مضار ما يقابلهما من الباطل والرذيلة.
ولو أن الحق يسير وحده لما كانت هناك حاجة إلى رسالة ولا إلى دعاة. ولا يكفى لصاحب الفضيلة والعاشق وجه الحق أن يكبت في نفسه الغيظ من رواج الباطل، بل عليه أن يعلنها صيحة مدوية ضده وضد المروجين له ان كان له مروجون. ولا عليه بعد ذلك ان نجح في صيحته هذه في آنه، أو تأخر احقاق الحق وقتاً ما.