وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 96/
الدين والحياة
لحضرة صاحب الفضيلة الدكتور محمود فياض
أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية أصول الدين بالازهر
شهدت أوربا - في فجر عصر النهضة - جدلا عنيفا حول ضرورة الدين للحياة، أو عدم ضرورته لها، وهل يمكن بعث أوربا قوية جديدة، وخلق نهضة فكرية وعمرانية فيها على أنقاض الجهل والجمود - الذين نشرهما الدين ورجال الكنيسة (بعيدا عن سلطان الدين، وسطوة رجال الكنيسة؟ أم أن ذلك أمر غير ميسور؟
ويستطيع الباحث أن يضع يده بسهولة على صنوف من هذا الجدل في جميع مطاهر الحياة إذ ذاك، يتميز فيها بوضوح اتجاهان:
الأول: يدعو إلى التحرر من كافة القيود، وتحرير حياة الإنسان كلها من استعباد الكنيسة، ورجالها، ودينها، وانظر إلى الدين نظرة ببسيطة تقوم على أساس أن الدين مجاله حياة الشخص الخاصة لا حياة المجتمع، وانه ليس الا علاقة شخصية صدفة بين الإنسان وربه، لا يقوم عليها أن التزام الا بين هذين الطرفين، ولذلك فكل ما يدعيه رجال الكنيسة لانفسهم من سلطان على الناس، ليس الا زعما باطلا لا أساس له من الحقيقة في الواقع.
والثانى: يدعو إلى التعلق بأهداب الكنيسة ورجالها، لأن ذلك هو طريق الخلاص من المحن والشرور والنجاة في الآخرة من عذاب الجحيم. لأن رجال الكنيسة هم خلفاء القديس بطرس، ولهم ما كان له من سلطة الحل والربط في الأرض والسماء، وهم بذلك فوق الملوك والاباطرة، لأن سلطان هؤلاء لايكون شرعيا الا عن طريق الكنيسة وتبريكها، وبالتالى فاليهم مقاليد الحياة يتحكمون فيها بما يرون أنه يرضى الرب أو لا يرضيه.