وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 304/
وما الدنيا إلا قنطرة الآخرة، فلما ضاعت بهذا دنيانا ضاعت معها أخرانا أيضا.
فلا يصح أن نزيد الطين بلة بتوجيه يسر الإسلام ذلك التوجيه الخاطئ.
ولا شك أنا إذا رجعنا إلى التاريخ وجدنا الأمر في ذلك على العكس بالنسبة للمسلمين ومن سبقهم من اليهود والنصارى، فلنرجع إلى التاريخ عند نشأة الإسلام بين عرب الجاهلية، ونشأة اليهودية بين بني إسرائيل في مصر وصحراء سينا، ونشأة النصرانية في فلسطين وحكامها من الرومان.
لقد نشأ الإسلام بين أمة لم تكن لها صناعة إلا الحرب، تعيش في صحرائها بعيدة عن تسلط الدول المجاورة لها عليها، اللهم إلا على بعض أطراف من جزيرة العرب، كانت فيها دويلات عربية، مثل دولة المناذرة بالعراق، ودولة الغساسنة بالشام، وكان لدولة الفرس شيء من النفوذ في الدولة الأولى، وللرومان شيء من النفوذ في الدولة الثانية، ولكنها كانت على كل حال دولا لها ملوكها من العرب، ولهم عز الملوك وسطوتهم وسيطرتهم، وكانوا ينظرون إلى ملوك الفرس والرومان نظر الند للند، لأنه كان من ورائهم أمة عزيزة الجانب، كثيرة العدد، مشهورة بالقوة والشجاعة، وكان كل من ملوك الفرس والرومان يتجه إليهم في الحروب المتواصلة بينهم، فيستعين ملوك الفرس بملوك المناذرة ومن إليهم من العرب في العراق وما جاوره من بلاد العرب في الجنوب، ويستعين ملوك الرومان بملوك الغساسنة في الشام وما جاوره من بلاد العرب في الشمال، فتشترك العرب في تلك الحروب مع أمتي الفرس والروم، وتقف جيوشها بجانب جيوشهما في الحرب، وهذا إلى تلك الحروب الداخلية التي كانت لا تنقطع بين قبائل العرب، وجعلت كل فرد في أمة العرب بطل حرب.
أما اليهودية فقد نشأت أولا في مصر بين بني إسرائيل، وكانوا يعيشون فيها غرباء لا حول لهم ولا قوة، قد استبد بهم فرعون واستعبدهم، وسخرهم في الأعمال التي كان المصريون يترفعون عن الاشتغال بها، ثم طغى وبغى عليهم وبالغ في الطغيان والبغي، كما قال تعالى في الآية ـ 3 ـ من سورة القصص: " إن فرعون علا في الأرض