وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 370/
كيف يستعيد المسلمون وحدتهم وتناصرهم
لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الجليل الشيخ محمد عرفة
عضو جماعة كبار العلماء
ـ 5 ـ
فرقة المسلمين في دينهم أفضت بهم إلى شيء من البغض والتخاذل وعدم التعاون كأنهم ينتحلون أدياناً مختلفة.
ومن أسباب التفرق في الدين سبب خفي لا يفطن إليه كثير من الناس ولا يتحرزون منه، وهو يعلم مما يأتي:
إن كل دين يجئ بنبذ عقائد وعادات وقيم، وإحلال أخرى محلها، وللعقائد القديمة تشبث بالنفوس لأنها تأصلت فيها وعمقت بها جذورها، وقد يظن الظان أنها محيت وفرغ منها، وإذا هي تبرز عند أدنى مناسبة وتبين مع الإهمال وعدم الالتفات.
إنه قد يتغير السطح الظاهر، ولكنها تبقى كامنة في الأعماق والصدور، ولذلك توصى الأديان بالتحرز من العقائد القديمة والاحتياط وسد الذرائع إليها لكيلا تعود وترجع كما كانت جذعة، وهي لا ترجع بصورتها الماضية التي كانت عليها، ولكنها ترجع بصور أخرى وأشكال مخالفة ولكن الجواهر واحد، والحقيقة متفقة، فيعلم العارفون بروح الدين ذلك فينفرون منها وينهون عنها، ويجهله العامة وأشباه العامة، فلا يجدون بها بأساً ويعتنقونها ديناً، ومن هنا يقع الاختلاف في الدين والتفرق فيه.
وقد نبه القرآن على هذا الأصل الذي ذكرناه وهو قوة المعتقد القديم ورسوخه في النفس وظهوره عند عدم الاحتياط، ويحضرنا موضعان نبه الله فيهما إلى ذلك، أولهما قوله تعالى: " وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم