وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 395/
العلاقة بين المسلمين والفرس، فقامت بين الفريقين حروب انتهت بزوال ملك كسرى، ولم يلبث الفرس أن دخلوا في الإسلام، فتخلصوا به من العبودية لجبابرة ملوكهم، ودخلوا في الحرية التي يستوي فيها المسلمون جميعاً، لأنهم لا يدينون بالألوهية إلا لله تعالى، ولا يوجد عندهم ملوك آلهة مثل الأكاسرة.
وأما هرقل؛ فكان عليه أن يفهم الغرض من كتاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على حقيقته، لأنه لم يكن يريد إلا أن يبلغه رسالة ربه إليه، فإن شاء آمن بها، وإن شاء لم يؤمن، لأنه لا إكراه في الإسلام على الايمان به، ولكنه كان يريد أن تدخل العلاقة بين الشرق والغرب في طور جديد، يقوم على أساس ما يسمى الآن بالتعايش السلمي، فلا يفرق بينهما خلاف ديني ولا خلاف عنصري وإنما الشرق أخ الغرب، والغرب أخ الشرق في الانسانية، وقد خلقنا الله شعوباً وقبائل لنتعارف لا لنتناكر، وقد مهد لهذا بما أبداه من ميل حسن نحو الروم في حربهم مع الفرس، فقد آثر فيه جانب الحق والعدل، ولم يتعصب للفرس لأنهم مثله في الشرق، فلم يفهم هرقل هذا التجديد في العلاقة بين الشرق والغرب، وأبى إلا أن يمضى في آثام السياسة التي فرقت بين الشعوب الشرقية والغربية، وبهذا جمد الروم على سياستهم القديمة نحو الشرق، ثم ورثت أوربا الحديثة عنهم هذا الجمود، والاسلام برئ منه لأنه دين تجديد.