وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 397/
المهلب وبنوه:
وهب الله المهلب بنين كثيرة، نشأهم على عرفان المكارم، وأخذهم بالحزم إلى ارتيادها، وصرفهم عما يشين الرجولة أيا كان: صغر أم كبر، وله في هذا التوجيه السديد نوادر مأثورة، نجتزئ بواحدة منها تطلعك على شدته في دفع أبنائه للمعالي، وعلى تقدير رعايته لما دق من الأمور كما جل، في وقت مزاح أو شهر سلاح، وعلى بعد نظره للنتائج والحرص على حسن الأحدوثة وطيب الذكر.
وما من شك أن من يعني بتعويد أبنائه يافعين على كريم الشيم، فإنهم سوف يشبون عليها ويشيبون.
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه
وتلك النادرة نرويها عن أبي الفرج الأصبهاني، قال في الأغاني.
(كان المهلب بن أبي صفرة بخراسان فخرج إليه زياد الأعجم فمدحه، فأمر له بجائزة، فأقام عنده أياماً، قال: فبينما هو يشرب مع حبيب بن المهلب في دار له فيها دالية عليها حمامة إذ سجعت الحمامة فقال زياد:
تغَنّي أنت في ذممي وعهدي وذمة والدي من أن تضاري
وبيتك فاصلحيه ولا تخافي على صغر مزغبة صغار
فإنك كلما غنيت صوتا ذكرت أحبتي وذكرت داري
وإما يقتلوك طلبت ثأراً يباء به لأنك في جواري
فقال حبيب: يا غلام هات القوس، فقال زياد: وما تصنع بها؟ قال: أرمي جارتك، قال: والله لئن رميتها لأستعدين الأمير عليك، فأتى بالقوس فنزع له سهما فقتلها، فدخل زياد على المهلب فحدثه الحديث، فقال المهلب: على بأبي بسطام فأتى بحبيب، فقال له: أعط أبا أمامة دية جارته ألف دينار، فقال: أطال الله بقاء الأمر إنما كنت ألعب، قال: أعطه كما آمرك، فأنشأ زياد يقول:
فلله عينا من رأى كقضية قضى لي بها قَرم العراق المهلب
رماها حبيب بن المهلب رمية فأثبتها بالسهم والسهم يقرب