وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 49/
وأفراد الناس لهذا يختلفون في درجات السعي نحو أهدافهم وعلى حسب هذه الأهداف التي هي جميعها وراء حفظ البقاء الشخصي والنوعي للإنسان. وأدنى أنسان من وقف بسعيه وكفاحه عند حد حفظ البقاء والعيش. وأعلى هؤلاء الأفراد من تجاوز بهذا السعي إلى الإيمان بالله لذاته وليس من أجل جزائه. أدنى أفراد الإنسان من قصر نظرته على ذاته وحدد حياته بوجوده الخاص ومن أجل طبيعة واحدة من طبائعه العديدة وهي الرغبة في العيش والبقاء فقط. وأعلى هؤلاء الأفراد من وجه جل سعيه وكفاحه لا لبقائه الخاص ولكن لصالح البشرية العام غير ناظر إلىجزاء على هذا السعي من زملائه في الوطن أو البشرية لإن هدفه في السعي قصد به الله وفي سبيل الله خالصاً.
وبين هاتين الدرجتين الدنيا والعليا تقع درجات أخرى بحسب محيط سعي الإنسان وعمله ضيقاً وسعة: فالذي يعمل لأسرته فقط أقل من ذلك الذي يعمل من أجل مذهبه وطائفته وهذا الأخير بدوره أقل من الذي يرتفع عنه في العمل لأمته المتنوعة المذاهب، وهكذا…
وعلى قدر سعي الإنسان إذن تكون قيمة الإنسان. وعلى حسب طول أجل الكفاح الإنساني أو على حسب قسوته ومرارته ترتبط درجة الإنسان عن المستوى العادي لطبيعة الكائن الحي على العموم. والإنسان صاحب السمو في الإنسانية إذن هو الذي يسعى لهدف وراء ذاته الفردية.
وأهداف الكفاح البشري التي فوق الذوات الفردية ووراء حفظ بقائها هي ما تعرف ((بالمثل)) في الحياة الإنسانية، أو هي المعاني الدائمة التي لا تتغير بتغير الأجيال والأفراد. وبقدر اقتراب الأفراد في كفاحهم وسعيهم من هذه المثل بقدر نصيبهم في الخلود والبقاد في سجل التاريخ البشري.
والذين ينشدون ((المثل)) بسعيهم في الحياة هم أذن أولئكم الذين أدركوا أنفسهم كذوات ثم أدركوا غيرهم معهم كمشاركين في محيط الوجود الإنساني. ولذلك يبغون بسعيهم الشخصي حفظ البقاء لأنفسهم مع تحصيل الخير كمشاركين في صورة ما.