وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 116/
وذلك على اعتبار أنهم ما عرفوا الله حق معرفته، " وما قدروا الله حق قدره " ولو عرفوه وقدروه؛ لكان إيمانهم به أعمق من أن يؤثر شيء عليه، أو يحب شيء أكثر منه، وما ذلك في واقع الأمر إلا فسق، ولو تظاهر فاعلوه بأنهم مؤمنون!.
ولهذا الارتباط بين تلك الينابيع الثلاثة، يخطئ من يكلف إنساناً أن يعمل دون أن يكون محبا لما يعمل ويخطئ من يكلف إنسانا أن يؤمن بشيء دون أن يكون هذا الشيء واضحاً له، خاليا من كل شائبة تشوبه، ومن كل غموض يثير الشك فيه.
ولكن من الناس من ترضيه، أو تلهيه، الصور الظلية عن الحقائق الواقعية فيعجبه، أو يكفيه، التظاهر بالعمل، مع إدراكه أنه عمل لا روح فيه، ولا هدف له، ولا ثمرة يمكن أن تجتني منه، ويعجبه، أو يكفيه، التظاهر بالتحمس، وهو يعلم أنه لم ينبعث عن إيمان ولا عن عرفان، ولكن عن خداع ورياء.
ومثل ذلك لا دوام له ولا قرار، إلا إذا دام الزبد، وقرت الأوهام.
* * *
هذا هو القسطاس المستقيم الذي يجب أن توزن به الأعمال إذا أردنا أن نعرف ما هو لله منها، وما هو للشيطان: فما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انبت وانقطع:
" ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء نؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون، ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ".