وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 118/
وبعبارة أخرى، العناصر الأولى للرسالة الإلهية العامة إلى الخلق أجمعين، وهي: تقرير التوحيد لله الخالق في العبادة والتشريع، وتقرير البعث والجزاء.
وتقرير الوحي والرسالة بوجه عام، وتقرير رسالة محمد آخر الرسالات الإلهية بوجه خاص. وأشرنا إلى مواضع تلك العناصر من السورة. وأن السورة مهدت للدعوة إليها بآية واحدة جاءت في أولها متضمنة الأمر بالجانب الإيجابي من هذه العناصر، والنهي عن الجانب السلبي وهي قوله تعالى " اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء ". ثم عرضنا لما سلكته السورة في الدعوة إلى هذه العناصر، وهي الأساليب التي سلكها القرآن الكريم في جميع سوره، مفرقة تارة، ومجتمعة أخرى. وهي أساليب تتمشى مع الطبيعة الإنسانية في الدعوة إلى أي مبدأ، أو أي دين، فهي ترجع إلى سبيل التذكير بنعم صاحب الدعوة، والنعم من شأنها أن ت حمل الإنسان على شكر المنعم بما يطلب من إيمان وعمل، والى سبيل التخويف بالعذاب، الذي يقدر عليه صاحب الأمر ومصدر الدعوة، وهذان: التذكير بالنعم، والتخويف بالعذاب، أسلوبان لهما أثرهما في جميع الطبقات البشرية، يستوي في التأثر بهما من كان من أهل النظر والاستدلال، ومن كان من أهل العاطفة والوجدان.
أما الأسلوبان الآخران، فهما، أسلوب الحجة يوجه إليها عن طريق الآثار الدالة على كمال الصنع وقوة التدبير. وأسلوب دفع الشبه التي يثيرها المعاندون المستكبرون بقصد التشكيك في الدعوة وصرف الناس عن تلبيتها. وقد أشرنا إلى مواضع كل أسلوب من هذه الأساليب الأربعة الواردة في سورتنا الكريمة. كما أشرنا إلى إجمال ما عرضت له في شأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم من جهة عموم رسالته وتسجيلها في التوراة والإنجيل، ومن جهة إرشاده إلى التمسك بالصبر، ومكافحة النزعات التي قد يضيق بها صدره. إلى أن قيل له " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين... إلى آخر السورة ".
ولنا بعد ذلك فيما نقدمه للقراء في هذا العدد من رسالة الإسلام، بضعة