وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 128/
والظروف، أما الحرمان والاسراف فكلاهما ينكره الله ويمقته ولا يرضاه وقد كشف عن ذلك قوله تعالى بعد هذا النداء الثالث: " قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ". كما أرشد في الآيات نفسها إلى ما حرمه الله حقيقة، وإلى أنه الجدير بتطهير النفوس من مقارفته بقوله " قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا، وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ".
الحد الفاصل بين المتقين المصلحين
والمكذبين المستكبرين:
ثم يجيئ النداء الرابع " يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي، فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون " فيضع الحد الفاصل بين أهل رضاه ونعيمه وإكرامه من عباه وبين أهل غضبه ومقته وعذابه منهم. ويرد الأمر في ذلك كله إلى التقوى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وإصلاح ما فسد من النفوس والأعمال، والى عكس ذلك بالتكذيب للحق والاستكبار والترفع عن الخضوع لأوامر الله وأحكامه.
أما بعد:
فهذان موقفان من المواقف التي أردت أن أقفها في بعض نواحي ما تحدثت عنه هذه السورة الكريمة.
والى العدد المقبل إن شاء الله.