وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 139/
وسواء أكان العدد قد قصد به الكثرة غير المحدودة، أم أنه يدل على الإحصاء فمن المؤكد أن الافتراق قد وقع، ولم يكن خلافا مجردا في النظر، بل صار افتراقا في المنزع والفكر، والإحساس والشعور، وقد أدى كل هذا إلى شقاق، حتى لقد صار المسلم ينظر إلى المسلم الذي يفارقه في المنزع الفكري نظرة الخصم المتربص لا المخالف الذي يتجه كلاهما لطلب الحقيقة في شرع الله تعالى، وإن التعصب للفكرة المذهبية قد أضل صاحبه حتى صار يهمه نصرتها بدل أن ينصر لب الدين وأصل اليقين.
3 ـ ولقد حفظ التاريخ من أثر ذلك في الماضي ما قوض شمل الإسلام، وجعل بأس المؤمنين بينهم شديدا، حتى لقد وجدنا المذابح تقام بين فرقتين، لأن كلتيها تعتقد أن الأخرى على ضلال، ولقد حدث والتتار غير المسلمين يدقون أسوار بغداد دقا ويذبحون المسلمين في طريقهم ولا يلوون على شيء إلا هدموه إن كان الخلاف على أحده، والمذابح على أشدها بين السنين والشيعيين، حتى لقد ذكر المؤرخون في ذلك أقوالا وأقاويل.
وما أشبه أولئك الذين يقاتلون في سبيل فكرة لهم في فهم الدين ليست من لبه ولا من حقيقته بابن آدم لقد قتل أخاه في سبيل قربان يتقرب به إلى الله تعالى، كما حكى قصته القرآن الكريم، إذ قال تعالى: " واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك. قال إنما يتقبل الله من المتقين، لئن بسطت إلى يدك لتقتلني ما أنا ببساط يدي إليك لأقتلك، إني أخاف الله رب العالمين. إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار، وذلك جزاء الظالمين. فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين، فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه، قال ياويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من القادمين ".
وإذا كان التشبيه غير كامل فلأنه لم يوجد في المتنازعين من لم يبسط لسانه في شأن أخيه، ولم يرسل الله إلينا مثل هذا الغراب ليجعلنا نشعر بالندامة على