وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 150/
فقال والله لا ركبت ولا نزلت، وما على أن أغبر قدمي ساعة في سبيل الله. وما كان ذلك إلا لتثبيت المساواة عمليا في نفوس المسلمين بعد تثبيتها بالأقوال.
وقد حرص الخلفاء الراشدون رضوان الله تعالى عليهم على مبدأ المساواة فحرصوا عليه ولم يخلوا به.
جاء جبلة بن الأيهم ملك غسان إلى المدينة في زمن عمر في فرسان من قومه يريد الإسلام وبينا هو يطوف بالبيت إذ وطئ رداءه أعرابي كان في المطاف فلطمه جبلة فشكاه إلى عمر فسأل جبلة فأقر فقال عمر: القصاص: لطمة بلطمة فقال جبلة: أنا ملك وهو سوقة، قال إن الإسلام سوى بينكما، قال انظرني إلى الغد فلما كان الليل خرج مع قومه مرتداً إلى بلده.
وقد كان يحوك في نفسي شيء وهو أن هذا غلو من عمر وأنه يجب الموازنة بين الشر والكثير والخير القليل فيحسم الشر الكثير لقاء ترك خير قليل وأين ردة الغساسنة وملكهم من ترك لطمة؟.
ولكن لو علم أن هنا مبدأ جديداً يريد الإسلام أن يقرره ويهدم المبدأ القديم وأن التهاون به والاستثناء فيه يكون بمثابة تقويض قواعده وإذا تهاون به عمر الخليفة فغيره من سائر الناس أولى بأن يتهاون به ويستثنى فيه.
هذا حديث الصراع بين مبدأ المساواة ومبدأ التمايز في عصر الإسلام.
فأما حديث الصراع بينهما في العصور التالية فله فرصة أخرى إن شاء الله.