وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 216/
وأن لكل شعب من الناس، ولكل طائفة ومذهب، طابعاً معينا في تفكيره وتعبيره، فليست الألسنة هي اللغات المختلفة فحسب، بل هي أيضاً أساليب التعبير البياني حتى في اللغة الواحدة، وما يمكن أن نتطبع به من خصائص أصحابها ومواهبهم، كما أنه ليست الألوان هي ألوان الجلود والأجسام فحسب، بل منها أيضاً مظاهر التفاوت العقلي بين الناس تبعا لاختلاف مصادر غذائهم الفكري.
ولذلك نؤمن إيمانا راسخا بأن على كل طائفة أن تنظر بعناية وإقبال فيما عند إخوانها من الطوائف الأخرى فإن ذلك في واقع أمره نجعه وارتياد وتنقل شبية بما يكون من رحلات علمية أو كشفية أو رياضية متبادلة.
وعلى هذا الأساس يعجبني دائماً أن أقرأ لإخواننا من غير أهل السنة، كما أقرأ لإخواننا من أهل السنة ويسعدني أن أقع على كتب من كتب علماء قم، أو علماء النجف، أو علماء صيدا، أو جبل عامل... الخ، كما يسعدني أن أقع على كتاب من الأزهر أو من جامعة القاهرة، أو من أعظمية بغداد، أو من رحاب مكة، أو من الرياض، أو من دمشق... الخ.
1 ـ البيان في تفسير القرآن:
وهانذا أحلق منذ أيام في سماء كتاب جديد لعالم جليل مجتهد نافذ البصيرة، شديد الغيرة على حقائق الإسلام، وعلى عظمة القرآن، ذلك الكتاب هو " البيان في تفسير القرآن ـ للمجتهد الجليل السيد أبي القاسم الموسوي الخوئي ".
إن بين يدي الجزء الأول من هذا الكتاب، وقد طبع أخيراً بالمطبعة العلمية في النجف، وإنه ـ دون مبالغة فيه ـ لكتاب يمتاز بأسلوب واضح كاشف وبدراسة قوية عميقة على طراز فريد، يدل على معين صاف ونظر ثاقب، واجتهاد سديد.
وقد أحتوى هذا الجزء على مقدمات في القرآن الكريم من جهة فضله وعظمته وإجازه ومعارفه الدينية والكونية وكثير مما يتصل به من البحوث العقلية والروائية، ثم على تفسير سورة الفاتحة، كل ذلك في بيان هو السهل الممتنع،