وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 243/
وبين زنادقة هذا العصر الذين يتسمون بأسماء إسلامية كهذا الذي ينكر أحكام آيات المواريث، ويدعي أنها وقتية، أو كهذا الذي ينكر النبوة، وغيرهما ممن نبذ المسلمون في المؤتمر كلامهم، كما ينبذ الشَّوَاذُ في صحراء الجاهلية، ولما تصدى بعض الذين اشتركوا في هذه الندوة، فَصَكّ بكلمة الحق آذانهم، وصدع بنصوص الدين بينهم، أحس الجميع بشعور واحد نحوه، ولذا قرروا مجتمعين منع تسجيل بعض هذه الكلمات في سجل المؤتمر.
3 ـ وإن السبب في ذلك الاتحاد الفكري لا يحتاج إلا إلى جمع وتوجيه وتنظيم هو وحدة المصدر والاتفاق عليه، والالتفاف حوله، فقد اتفق المسلمون جميعاً على أن الإسلام له مصدر واحد هو نصوصه المحكمة، وهي نصوص القرآن التي لا تقبل تغييراً ولا تبديلا " تنزيل من حكيم حميد لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه " وأقوال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإذا كانت بعض الطوائف تختلف في طريقة روايتها، فإن الأصل الذي يقوم عليه عمود الدين، وفقه الإسلام وأحكامه متفق عليه، وإذا كانوا ينتهون إلى حكم واحد في أصول الإسلام والإقرار بجملة السنة التي تدل على هذه الأصول، فإن الغاية قد اتحدت، وأصل الوحدة الثافية قد ثبت من غير نكير، ومن غير تعاند وتنابز بالألقاب، وإذا كانت أنواع من الجدل قد وقعت وما زالت تقع، فذلك لا يضير في شيء، وهو أحياناً من ضيق الفكر، لا من اختلاف الثقافة، كما كنا نرى في صدر حياتنا من ملاحاة فكرية بين الشافعية والحنفية. ومن عمق الفكر أحيانا كما يسجل التاريخ الفقهي من مناظرات بين أهل هذين الجليلين ببلاد ما وراء النهر في القرنين الرابع والخامس، تلك المناظرات التي كانت محمودة العاقبة منتجة مثمرة، لأنها قد ترتب عليها تأييد الفروع بكلا المذهبين بالأقيسة العميقة، وتنقيح الروايات في الأخبار المؤيدة، وفي هذا المعترك قبس كل مذهب من الآخر.
4 ـ إن هذه حقيقة ثابتة لا مجال للريب فيها، وهي وجود نواة الوحدة الفكرية والثقافية والنفسية في كل البلاد الإسلامية مهما تختلف فها الطوائف