وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 315/
حياته فلما سلم قام النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " أرأيتم ليلتكم هذه ـ أي أعلمتم أو أبصرتم ليلتكم ـ والجواب محذوف تقديره قالوا: نعم ـ فإن رأس مائة لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الارض أحد ". قال ابن عمر: وإنما قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الارض، يريد بذلك أنها تخرم ذلك القرن.
قال ابن حجر: وكذلك وقع بالاستقراء، فكان آخر من ضبط أمره ممن كان موجوداً حينئذ هو أبو الطفيل عامر بن واثلة، فقد أجمع أهل الحديث على أنه آخر الصحابة موتا، وغاية ما قيل فيه أنه بقي إلى ستة عشرة ومائة، وهي رأس مائة سنة من مقالة النبي صلى الله عليه وسلم.
أما الحديث الثاني فلكيلا نطيل على القارئ، يستطيع للوقوف على تأويله أن يرجع إلى كتاب (الطب) في البخاري فهناك سيجد من شرح الحديث وإزالة مشكلة وتوضيح تأويله ما يجعله يتروي قبل أن يتهم البخاري برواية حديث موضوع.
والآن نلخص القواعد التي سنّها علماء الحديث لمعرفة الموضوع من الآحاديث:
أولا: إذا تعارض الحديث مع واقعة تاريخية معروفة.
ثانياً: إذا كان الحديث يخالف العقل والتعاليم الإسلامية بعد العجز عن تأويله.
ثالثا: إذا ذكر الحديث المروي عن راو واحد في واقعة لو صح حدوثها لعرفها الناس ورواها كثيرون.
رابعاً: إذا كان موضوع الحديث تافها لا يتفق وعظمة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
خامساً: إذا تضمن الحديث عقاباً شديداً لصغائر الأعمال أو أجراً كبيراً لعمل بسيط.
سادساً: إذا اعترف الراوي بأنه كذب في الحديث.
وبعد: فقد قام الحفاظ وأئمة الحديث ـ جزاهم الله خير الجزاء ـ بضبطهم للأحاديث لفظاً وكتابة وتصحيحاً وتزييفاً، وما زوا الخبيث من الطيب، وقشعوا سحب اللبس فتلألأ نور اليقين، وما على الباحث المعاصر إلا أن يرجع إلى ما ألف في هذا الفن فسيجد ما يروي غلته ويزيل شبهته.