وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 376/
في أصحابه، وقتل من قتل معه، وانصرافه منفرداً، وهذا من أكاذيب ابن الكلبي، وإنما ذكرته على ما فيه لئلا يسقط من الكتاب شئ قد رواه الناس وتداولوه ".
فأنت ترى أن أبا الفرج إذن يجمع كل ما قيل، فهو يجمع الصادق وغير الصادق، لأنه لا يريد أن يخلوا كتابه من شئ يعرفه الناس، ولو كان هذا الذي يعرفونه من المصنوعات والأكاذيب، وتلك ظاهرة من الظواهر التي تلازم الرواة كابن الكلبي.
وقد كرر الأستاذ جيوم هذه الفرية في (ص 26) من كتابه المذكور حيث قال:
" والقصة الوحيدة الحقيقية عن السنوات الأولى للرسول موجودة في مخطوط لم ينشر حتى الآن لأول مؤرخ لحياة الرسول وهو ابن إسحاق، وهذا نصها:
أخبرت أن رسول الله قال: حينما كان يتحدث عن زيد بد عمرو بن نفيل: إنه أول من لا مني على الوثنية، ونهاني عن عبادة الأصنام، وكنت قد قدمت من الطائف " إلى ان قال: " ثم لا مني على عبادة الأوثان، وبعد ذلك لم أقرب صنما من أصنامهم، أو أقدم له قربانا، إلى أن شرفني الله برسالته " فما مبلغ هذا الحرص من المستشرقين على أن يبعثوا الريبة في محمد صلوات الله عليه بإخبارهم أنه كان يعبد الأصنام ويقرب القرابين اليها، ولو كان هذا الخبر من غير سند أو تحقيق.
ولنذكر للأستاذ (جيوم) رواية لراو هو ينقل عنه كثيرا ـ وإن كان لنا رأي فيما يروي هذا الرواية ـ وهو ابن سعد في كتابه " الطبقات " ص 139 ج 1:
" عن عكرمة عن ابن عباس قال: حدثتني أم أيمن قالت: كانت بوانة صنما تحضره قريش تعظمه تنسك له النسائك، ويحلقون رءوسهم عنده، ويعكفون عنده يوماً إلى الليل، وذلك يوماً في السنة، وكان أبو طالب يحضره مع قومه، وكان يكلم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يحضر ذلك العيد مع قومه فيأبى رسول الله ذلك، حتى رأيت أبا طالب غضب عليه. ورأيت عماته عضبن عليه يومئذ أشد الغضب، وجعلن يقلن إنا لنخاف عليك مما تصنع من اجتناب آلهتنا، وجعلن يقلن ما تريد يا محمد أن تحضر لقومك عيدا، ولا تكثر لهم جمعا. قالت أم أيمن: فما عاد إلى عيد لهم حتى تنبأ ".