وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 407/
في توسيع ممالكهم بضم بلاد أخرى اليها من غير جنسها، ويعملون على الاستيلاء عليها بالقوة، لتدخل في حكمهم كرها لا طوعا، ويكون أهلها لهم عبيدا، وقد حكم القرآن الكريم على لسان تلك الملكة بأن أولئك الملوك المستعمرين إذا دخلوا قرية أفسدوها، وجعلوا أعزة أهلها أذلة، ثم قال: " وكذلك يفعلون " أي كما قالت هي يفعلون، فيكون من قوله تعالى تصديقاً لها، وقيل إنه من قولها أيضا، وهو تأكيد لما قالت قبله، وهي تقصد بذلك تحذيرهم من سليمان (عليه السلام)، وإخبارهم بأنه إذا دخل بلادهم أهان أشرافها وكبراءها ليستقيم له الأمر.
والمهم بعد هذا أن نعرف أمر سليمان (عليه السلام) فيما كان بينه وبين ملكة سبأ، فهل كان أمره مثل أمر أولئك الملوك؟ يقصد الاستيلاء على ملكها ليهين أشرافها وكبراءها حتى يستقيم له الأمر، ويستأثر بأموالهم وخيرات بلادهم، أو كان له غاية أخرى تليق بمثله من الأنبياء، لأنهم لا يصح أن يكونوا مثل أولئك الملوك في قصد الاستيلاء على البلاد للإستئثار بأموالها وخيراتها دون أهلها؟.
فإذا أردنا معرفة هذا وجب أن ندرس قصة سليمان (عليه السلام) مع هذه الملكة من أولها إلى آخرها، لنعرف كيف ابتدأ أمره معها؟ وكيف وصل معها إلى نهايته؟ وبهذا تتبين حقيقة مقصده منها ومن وقومها، وهل كان له منهم مقصد ديني يليق بمثله من الأنبياء، أو كان له مقصد سياسي مثل أولئك الملوك الطامعين في توسيع الملك؟.
إن قصة سليمان (عليه السلام) مع ملكة سبأ تبتدئ حين تفقَّد سليمان الطير فلم يجد الهدهد بينها، فسأل عنه وتوعده إلا أن يخبره بسبب صحيح لتغيبه، كما قال تعالى في الايتين ـ 20، 21 ـ من سورة النمل: " وتفقَّد الطير فقالَ مالىَ لا أرى الهدهدَ أم كانَ مِنَ الغائبينَ، لأعذبنَّه عذاباً شديداً أو لأذبحنَّه أو ليأتينيِّ بسلطانٍ مبين ".
ولم يلبث الهدهد أن حضر بعد قليل من سؤال سليمان (عليه السلام) عنه، فسأله سليمان: ما الذي أبطأك عني؟ فقال الهدهد ما أخبر الله عنه بقوله في الآيات 22، 23، 24، 25، 26 ـ من سورة النمل: " فمكثَ عيرَ بعيدٍ فقالَ أحطتُ