وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 49/
من معنى، إنه ثمرة طيبة يانعة لمئات جهود العقول الجبارة، أما الأصول القديمة، أما أصول التهذيب والعدة والمعالم فهي نقطة المبدأ، والعلامة التي نصبها الأقدمون في طريق الأنصاري والأخند والنائيني صاحب التقريرات. وأرجو فضيلة الشيخ المؤلف أن يراجع هذه التقريرات الجزء الأول في الأصول اللفظية، والثاني في الأصول العقلية، فإن فيها جميع المباحث والنظريات الحديثة والتحقيق والتدقيق، وكل ما في كتب التدريس وزيادة، وصاحبها من علماء هذا القرن، وموضع الثقة والتقديس لدى الجميع، وكان مرجعاً أعلى للإمامية.
اكتفى بهذه اللمحات، لأني أكتب مقالا، ولست أصنع كتاباً، وإن كان الموضوع يتسع لمجلد ضخم، إذا اردت أن أتعرض إلى المطالب التي حواها كتاب أصول الفقه الجعفري، وأقارن بين الأصول الجديدة والقديمة عند الامامية، وأود لو أن مقالي هذا يكون باعثاً للراغبين في معرفة أصول الفقه الجعفري أن يرجعوا إلى ما ألفه علماؤهم في هذا القرن، لا إلى كتب بدائية وضعت في القرون الماضية.
نحن نعلم أن الأستاذ الجليل " الشيخ أبو زهرة " قد تكلف عناء كبيراً، وبذل جهوداً لا تحد، حتى كتب ما كتب في أصول الفقه الجعفري، ونعلم أنه يحتاج إلى عناء أكبر، وجهد أكثر إذا رجع إلى كتاب التقريرات للنائيني، والكتب المقررة للتدريس كالكفاية والرسائل، بالنظر إلى تعقيد عباراتها، ورداءة طباعتها، وسوء إخراجها، ولكننا نعلم أيضا أن من صفات العالم، وبخاصة إذا كان في منزلة الشيخ " أبو زهرة " الصبر والجلد، وقد رأينا المستشرقين، والأجانب المستعربين كيف يثابرون ويواصلون البحث سنين عديدة، ويقطعون الآفاق، ليطلعوا على أشياء من عقيدتنا وتراثنا، فبالأولى أن نبذل نحن الجهود لمعرفة ما في بيتنا وداخلنا، وإذا كان للمتقدم من عذر فإن همة الشيخ الجليل " أبو زهرة " العالية، ومكانته العلمية تجعله في طليعة المسئولين.
وأخيراً، فإني أتقدم بالشكر الجزيل إلى فضيلة الشيخ الكبير على كتابه هذا، وعلى سائر مؤلفاته القيمة، فقد أضاف إلى التراث الاسلامي كنوزاً جديدة، وزاد الثقافة الإسلامية قوة وخصوبة، ويسرها لكل طالب وراغب.