وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 6/
الوحي والرسالة بوجه عام، وتقرير رسالة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بوجه خاص. وتلك هي أصول الدعوة الدينية التي كانت لأجلها جميع الرسالات الإلهية.
وفي توحيد الله بالعبادة جاء فيها قوله تعالى حكاية لتبليغ الرسل أقوامهم: " اعبدوا الله ما لكم من إله غيره " وقوله في التهكم بمن عبدوا ما لا يضر ولا ينفع ولا يبصر ولا يسمع: " أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون، وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون، إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم، فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين، ألهم أرجل يمشون بها، أم لهم أيد يبطشون بها، أم لهم أعين يبصرون بها، أم لهم آذان يسمعون بها، قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون، إن ولي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ".
وهذه الآيات كما نرى من أقوى وأوضح ما يلزم المعاندين الحجة في انحرافهم عن دعوة الحق، وهي عبادة الله وحده، وفي التهكم بهم والإنكار عليهم في عبادة ما يعبدون من أحجار وأصنام: أنكرت عليهم الشرك، وقررت في ذلك أن الذين اتخذوهم شركاء لله اذي خلقهم ورباهم وأنعم عليهم بقوى العلم والإدراك، لا يخلقون، وإنما يخلقون، فكيف يعبدون؟ وقد لا يكون الشيء قادراً على الخلق ومع ذلك يقدر أن يمد يد المعونة والنصرة إلى غيره، فأردف الأولى بقوله: " ولا يستطيعون لهم نصراً " فنفي قدرتهم على مد يد المعونة بعد أن نفي قدرتهم على الخلق، وقد لا يستطيع الشيء المخلوق نصر غيره، ولكنه يستطيع نصر نفسه، فأردف بقوله: " ولا أنفسهم ينصرون " فنفي قدرتهم على نصرة أنفسهم بعد أن نفي قدرتهم على نصرة غيرهم، وقد لا يستطيع نصر نفسه ولا نصر غيره، ولكن يتبع الهدى إذا دعى إليه، فقفي بنفي ذلك ايضاً عنهم " وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم " وأكد عدم اتباعهم الهدى عند الدعوة إليه باستواء حالتي الدعوة والصمت، فكما لا ينتظر منهم سمعاً إذا سكتم عن دعوتهم، لا ينتظر منهم سمعاً إذا دعوتموهم " سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون ". ثم افترض أن لهم شيئاً مما ذكر من النصر