وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 73/
قلت: ولقد قضى الله أن تقوم في هذه الدنيا أمة إسلامية واحدة، وتلك حقيقة تاريخية تسمو عن المناقشة. أليس كذلك؟.
قال: هو كذلك. ماذا في ذلك؟.
قلت: فيه أننا نستطيع أن نوسع الدائرة ونقيم الأمة الإنسانية الواحدة قياساً على الأمة الإسلامية الواحدة.
قال: لأولاد البلد لغة مخصوصة تتكون من حروف مخصوصة ذات مخارج مخصوصة، ويبدو أن عضلات حنجرتي ومسالك الهواء إلى رئتي لم تتمرس بهاتيك اللغة البلدية التي تصلح وحدها جواباً عن بعض السماجات: توسع دائرة الأمة الإسلامية الواحدة، فتصبح الأمة الإنسانية الواحدة. ألا فإن الأمة الإسلامية هي وحدها الأمة الإنسانية إذا فقهت الإنسانية كما بينها القرآن المبين والمصطفى الأمين عليه صلوات الله والملائكة والناس أجمعين، ولكن الله جلت حكمته خلق أناسي آخرين، فبنو آدم لا يزالون مختلفين منهم الناس والنسناس... فهناك الأمة الإسلامية الواحدة، وثم أمم أخرى كثيرة من الناس.
قلت: أمة إسلامية واحدة من ناحية، وأمم أخرى من نواح آخر، فذانك قسمان لا يعنينا تعدد الثاني منهما، ولكن القسم الأول طرأ عليه طارئ جوهري، فلسنا بمعبرين عن الحقيقة الواقعة إذا قلنا إن الأمة الإسلامية أمة واحدة.... لقد قطعها الله في الأرض أمما كثيرة.
قال: فإنه سبحانه وتعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
قلت: فلا بد إذن أن المسلمين قد غيروا ما بأنفسهم، فقطعهم في الأرض كما قطع قبلهم بني إسرائيل.
قال: وهذه أيضاً حقيقة واقعة لا تقبل الجدل ولا التأويل.
قلت: فلننظر، لم وكيف ومتى والى أي مدى غير المسلمون فحق عليهم هذا المصير الوبيل؟.
قال: ذلك حديث شرحه طويل فإلى يوم آخر وعلى الله قصد السبيل.