وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/صفحة 209/
من افتعالات الرواة، وتفكهات أصحاب القصص، وأضاحيك السّمار في المجالس والمجتمعات وأن العرب انقطعوا عن المعارضة حقها وباطلها، ولم أكن أعتقد أن مسيلمة أو غيره من أعراب الباديه ينزل إلى هذا المستوى، ويمخرق على قومه ـ وهم فصحاء بلغاء ـ بهذا الهراء.
ونحن لا نعرف فيما وصل الينا من كلام العرب في جاهليتهم في أمثالهم وحكمهم وخطبهم وأشعارهم بل ولا من أحاديثهم العادية ما يشبه هذا الكلام، فكيف نعقل أن أعرابياً، كمسيلمة ـ هذا الذي يقول فيه الرافعي ـ وهو عندي كذلك ـ أفصح من المتنبي كيف نعقل أنه يرسل هذا الكلام الواهي المقر على نفسه بالتفاهة في معرض دعواه للنبوة ؟!
ولا شك أن قول الجاحظ السابق نص وثيق صريح في أن شيئا من المعارضات لم يكن وصل إلى علمه.
وقد جاء في كتاب الحيوان عند الكلام على الضفدع قول الجاحظ، ولا أدري ما هيج مسيلمة على ذكرها، ولمَ ساء رأيه فيها حتى جعل بزعمه فيما نزل عليه من قرآنه: يا ضفدع بنت ضفدعين، نقي ما تنقين، أعلاك في الماء، وأسفلك في الطين لا الشارب تمنعين، ولا الماء تكدرين.
وأعتقد أن الجاحظ لم يقصد من هذا الكلام إلا السخرية، وأنه موقن أن ذلك من موضوعات الرواة الطرفاء، يؤكد هذا قوله السابق في نفي المعارضة حقها وباطلها.
على أن هذه المعارضة رويت في سيرة ابن هشام بصورة أخرى: يا ضفدع نقي نقي، لا الشارب تمنعين ولا الماء تكدرين، لنا نصف الأرض ولقريش نصف الأرض لكن قريشاً قوم يعتدون.
وقد رواها ابن اسحق عن شيخ من بني حنيفه، ورواها الطبري (عن جابر عن فلان). وكل ذلك مما يحمل على الاعتقاد بأنها موضوعة.
وقد جاء في رسالة الخطابي رواية المعارضات عن (سعيد بن نشيط)