وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/صفحة 218/
وقد كان الأئمة الأولون يختلفون علمياً ومع ذلك يحترم بعضهم بعضاً، ويعذر بعضهم بعضا، ويتشاورون ويتبادلون الآراء، ويرحل بعضهم إلى بعض، ويأخذ بعضهم من بعض.
وإذن فنحن لا نريد ولا ندعو بين الناس على مذهب واحد لا نريد أن يندمج مذهب الشيعة في مذهب السنة، ولا مذهب السنة في مذهب الشيعة، ولكن نريد أن يصل المسلمون في مختلف طوائفهم إلى لون واضح من ألوان التعاون القائم على المحبة، وعلى ترك العصبية، والترفع عن التنابز بالألقاب، والبعد عن سوء الظن فإن هذا من شأنه أن يطلق العنان للتفكير في حرية وهدوء والتماس للحقيقة دون خوف أو اضطراب أو بلبلة، والا يحول بين السني وانتفاعه برأي أخيه الشيعي، ولا بين الشيعي وانتفاعه برأي أخيه السني مادام الجميع يصدرون عن أصل واحد.
إن المسلمين أمة واحدة لهم أصول تجمعهم، ومبادئ قد اتفقوا عليها منذ أول يوم في تاريخ الإسلام، ولهم أهداف مشتركة في العالم، تدور حول الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أي حول إصلاح العقيدة، والسلوك العملي للناس أفراداً كانوا أو شعوباً أو أمما، فعليهم ألا ينسوا ذلك، وإلا يسمحوا لصغائر المسائل، والخلافات الفرعية بأن تفرقهم عنه، وتمزق شملهم دونه.
قلنا لفضيلته: حقاً إن الإسلام أمة واحدة، ولكن ما هي العوامل التي تحفظ لهم هذه الوحدة.
فأجاب فضيلته: إن أولى هذه العوامل هو ما ذكرته لك من ترك العصبية والتماس الحق في تعاون وإنصاف.
فهذا الشرط أول، وسيجر تحقيقه إلى تحقيق الشروط الأخرى، مثل استقبال الثقافة الإسلامية على أساس ثقافة واحدة، والانتفاع بما هنا وهناك دون نظر إلى كونه من هنا أو من هناك، فالكتب تنشر، والرسائل تتبادل، والجامعات والمعاهد العلمية تتعارف، وتتبادل الطلاب والاساتذة. . . وهكذا. . . ومثل العمل على التشاور والتزاور ودراسة المشكلات في جو أخوى، ومثل العمل على تقوية