وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/صفحة 23 /
الاقِتصاد الإسلامي
لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الجليل الشيخ محمد أبوزهرة
أستاذ الشريعة الإسلامية في كلية الحقوق بجامعة القاهره
1ـ سيطرت المادة على كل شيء في العالم هذه الأيام حتى صارت مقاييس القيم خاضعة لها، فهى المقولة لأقدار الأمم، وهي المقولة لأقدار الجماعات، والمقولة في المجتمع، وبمقدار ما ينتج من مادة يكون أثره في البناء الاجتماعى، وبمقدار على موارد المال يكون نفوذها السياسى، ويكون تأثيرها في توجيه العالم نحو ما تبغى، أو يبغى لها الطامعون فيما تحت أيدى غيرها، ممن هم دونها ثروة وقدرة على الاستغلال، ليمنعوهم من أن يستغلوا ما في أيديهم، ويعلموا على بقاء قصورهم المادى ليكونوا طعمة لهم، وتكون أرضهم مستراداً لنشاطهم. 2ـ هذا حكم الزمان، ومن أجل أن يتم لهم ما يطمحون إليه فصلوا الدين عن أعمالهم، وجعلوا الأديان في المعابد، لا يتجاوز حكمها الصلوات، فالخضوع لحكم الدين فيها وحدها، حتى إذا تجاوزوا المعبد إلى ميدان العمل تركوا كل ما يتصل في كثير من الأحيان، فلأن منطق المادة يدعوهم إلى الاستمساك بها لامنطق الدين، ولا منطق الأخلاق الفضيلة، وذلك لأن الأمانة تجلب الثقة، والثقة يزنونها بميزان الذهب والفضة، لأنها ثروة في ذاتها، وقدتكون الثقة ابتداء رأس مال وحدها. ولقد عجب بعض الكتاب من أن الغربيين وغير هم يُرمون بأن المادة تسيطر عليهم، وأنهم جانبوا حكم الروج، مع أنهم يذهبون إلى الكنائس زرافات ووحدانا، ويجتمعون في الصلوات، وسماع المواعظ من القسيسين والرهبان، وتمتلى ء قلوبهم إيماناً بالمسح، وتظهر على جوارحهم كل مظاهر الخشوع والقنوت !