وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 310/
2 ـ وفي القرآن الكريم آيات تنسب إلى الله تعالى: الوجه واليد والعين والجهة والمعية والمصحبة والعندية والاستواء ونحو ذلك، مثل قوله تعالى: ((ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام))، ((فأينما تولوا فثم وجه الله))، ((يدالله فوق أيديهم))، ((بل يداه مبسوطتان ينقف كيف يشاء))، ((وليتصنع على عيني))، ((واصنع الفلك بأعيننا ووحينا)).
((ما يكون من نحوي ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم، ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا))، ((ووجد الله عنده فوفاه حسابه))، ((الرحمن على العرش استوى)) الخ.
ولكن القرآن نفسه يرشدنا إلى الصراط السوى في فهم هذه الآيات وأمثالها حيث يقول: ((هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر تشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولن آمنا به كل من عند ربنا ومايكذر إلا أولو الألباب. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لذنك رحم إنك أنت الوهاب)).
وخلاصة ماتنصح به هذه الآيات أن نقول فيما اشتبه علينا ((كل من عند ربنا)) أي: فنحن نؤمن به، وأن نرده مع هذا الإيمان به إلى المحم من الكتاب الذي جعله الله ((أما)) له، تشبيها بالأم التي يفزع إليها ابنها وفرعها، طلبا للأمن والسكن في أحضان أصله ومنشئه.
فإذا أردنا طمأنينة النفس في شأن آيات: الوجه والعين واليد وأمثالها فلننظر إليها من أفق الآياية الأخرى الصريحة القاطعة المحكمة ((ليس كمثله شىء وهو السميع البصير)). ولذلك يقف السلف منها موقف التسليم، ويقولون: لله وجه ويد وعين، كما أخبر في كتابه: وليس كمثله شىء ويقولون: استوى، ولا نسأل كيف استوى. أما الخلف فيقولون: الوجه واليد والعين أسماء استعملت في جانب الله على وجه من المجاز; للدلالة على الذات أو القدرة أو العناية أو نحو ذلك، فهما إذاً متفقان على أصل التنزيه القطعي، وإنما يختلفان في فهم ماظاهره ينافي هذا التنزيه.