وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 311/
3 ـ وقد عنى القرآن الكريم ـ على أسلوب مباشر ـ بنوعين من الصفات فيما يتحدث به عن الله تعالى.
النوع الأول: الصفات التي تملاء القلوب بقظمة الله تعالى وجلاله، وتبهرها بجماله وكماله
النوع الثاني: الصفات التي تدل على ربوبيته للعالمين خلقا وإيجاداً، وإنعاماً وإمداداً وإنما عنيت آيات القرآن الكريم بالتحدث إلى الإنسان بهذين النوعين من صفات الله تعالى لمعنى تهدف إليه هو أن تقرر في نفسه أن لا إله إلا الله.
وذلك ن الإله هو الذي تأله إليه النفوس، وتنجذب، معتقدة أن له سلطاناً حقيقيا يستطيع به أن ينفع ويضر،دون قيد عليه من غيره، ولا عجز يتعريه في نفسه مع اتصافه بالكمال المطلق، والعدل المطلق، وأن عليها لذلك أن تترضاه وتخضع له الخضوع المطلق.
فالنوع الأول من الصفا يراد ببيانه والحديث عنه في القرآن الكريم أن يقتنع الإنسان بأنه حينما يتجه إلى الله بالعبودية إنما يتجه إلى الإله الكامل العظيم ذي الجلال والجمال، فهو يتجه إلى من هو جدير باتجاهه، ويأله ـ أي يعشق وينجذب ـ إلى من هو حقيق بعشقه وانجذابه.
وأهل التصوف لهم في ذلك عبارات، منبعثة عما تجلي لهم من مقامات معرفة الصفات، ومن ذلك قول العارف بالله عمر بن الفارض:
فقت أهل الجمال حسناً وحسنى * * * فهم فاقة إلى معناكا
يحشر العاشقون تحت لوائي * * * وجميع الملاح تحت لواكا
وقول الآخر:
لو يسمعون كما سمعت كلامها * * * خروا لعزة ركعاً وسجودا
والنوع الثاني يراد به إقناع الإنسان ـ بالإضافة إلى ذلك ـ بمعنى آخر فيه طمأنينة لنفسه، وسكون لقلبه، هو أن هذا الذي عرف عظمته وجلاله في نفسه، هو مصدر وجود هذا العالم كله، ومصدر بقائه، ومصدر إسعاده وإمداده، فهو الخالق المبدع، وهو المحسن المنعم، وهو المتفضل بإرسال رسله إلى خلقه; ليهتدوا بهم إلى معرفته، وليرشدوهم إلى طريق الخير والفلاح ومن كذلك فهو الجدير بأن يعبد وحده، لأن العبادة مزيج من الشكر والخضوع، والشكر إنما ينبعث عن الإحسان، وإذا كان الإحسان عظيما جليل الشأن انحنت له الرءوس إعجابا به،