وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 4 /
وأما الوعد الذي تلقيناه فقوله تعالى بعد ذلك: (فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون).
لقد كان هذا الوعد هو العُدَّة والقوة والثقة والطمأنينة، فسرنا في طريقنا مؤمنين بوعد ربنا (وعدالله لا يخلف الله وعده) ولم نهن من بعده ولم نحزن، حتى يوم أحاطت بنا العداوات، وحيكت لنا الدسائس والمؤامرات، واستخدمت ألوان الحيل لكى ننكص على أعقابنا، وننصرف عن سعينا، ما بين ترغيب وترهيب، ووعد ووعيد، وتشويه وتخذيل، وإرجاف وتهويل، ولكنا عملنا ـ والحمدلله رب العالمين ـ في الميدان الذي أقامنا الله فيه صابرين محتسبين، وعلى ربنا متوكلين، ولأمتنا العزيزة مخلصين، حتى بدت ثمرات الشكران، واختبأت عقارب الكفران، فإذا المسلمون يصيخون في إنصات إلى ما آذناهم به، ويستجيبون في إقبال إلى ما دعونا هم إليه، وإذا دعوة التقريب حقيقة ماثلة في الجامعة الإسلامية العتيقة: جامعة الأزهر، يرن صوتها في أفنيته وأبهائه، ويشع نورها من حلقاته وقاعاته، بعد أن كانت منذ سنوات معدودات فكرة تجول في أذهان نفر معدودين تحلقوا حول مائدة صغيرة، في ردهة صغيرة.
وصدق الله وعده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده.