وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 96/
وبعض النّاس يعلل تلقيبه بهذا اللقب تعليلات أخرى غير ادعاء النبوة، وغيرإرادة الحط من قدره والإساءة إليه.
والمتنبى جدير بأن يتقول عليه أعداؤه، وله من مثل هذا الشعر كثير:
إنى وإن لمتُ حاسدىّ فما * * * أنكر أنى عقوبة لهمُ
وكيف لا يحسد امرؤ علم * * * له على كل هامة قدم
وسواء صح ادعاء النبوة أم لم يصح فالذى يعنينا ـ هنا ـ قرآنه الذي زعموه له، وكيف نثبت قرآنا لا نرى منه إلا سورة واحدة، بل بعض السورة فلو كانت هذه آية الآيات في البلاغة ما أثبتت نبوة نبى، ولا صلحت لأن توضع بإزاء القرآن الكريم، لأنها لم تشتمل على معنى رفيع، ولا تشريع قويم، وماهى ألاخطفٌ من بعض ماجاء في القرآن الكريم، وهيَ بعد ذلك ـ متداعية الأسلوب ثقيلة الروح على أنها ليست في طبقة شعر المتنبى، ولا في وزن ما يؤثر عنه من فصول النثر، كقوله، ـ وكتب بها إلى صديق كان يزوره حين مرض فلما أبلَّ انقطع عنه ـ: ((وصلتنى ـ وصلك الله ـ مُعْتَلا، وقطعتنى مُبِلا، فإن رأيت ألا تحبب العلة إلى، ولا تكدر الصحة على، فعلت، إن شاءالله)).
قال الرافعي بعد ذكر هذه القطعة: فإن هذا وشبهه إنما هو بعض شعره منشورا، وهي المعاني التي تقع في خواطر الشعراء قبل النظم وما من شاعر بليغ إلا وهو يحسن أن يقول هذا وأحسن منه، وإن كان فيما وراء ذلك من صناعة الترسل، ودواوين الكتابة لا يغنى قليلا ولا كثيرا، ولم يكن المتنبى كاتباً ولا بصيراً بأساليب الكتابة وصناعتها ووجوهها، ولا هو عربى قح من فصحاء البادية. 1 هـ
وليس الرأى عندى إلا أن المتنبى، ومن قبله مسيلمة، كانا أعقل من أن يورطا نفسيهما، ويدعيا أنهما يجيئان بمثل القرآن.