وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والواجب إنما هو إذلالك بين يديه . ثم أشار المصنف إلى كمال الأدب الذي يكون به العبد في غاية الاستقامة بقوله : .
( 110 ) متى جعلك في الظاهر ممتثلاً لأمره ورزقك في الباطن الاستسلام لقهره فقد أعظم المنة عليك .
أي متى زين الله ظاهرك بالتقوى وهي امتثال المأمورات واجتناب المنهيات وباطنك بالاستسلام أي بالانقياد لقهره مع الرضا والصبر على المصيبات فقد أعظم المنة أي النعمة عليك فإنه لا درجة أعلى من التقلب في عبودية الظاهر والباطن .
( 111 ) ليس كل من ثبت تخصيصه كمل تخليصه .
أي ليس كل من ثبت تخصيصه بإظهار أمر خارق للعادة على يده كطي الأرض والطيران في الهواء والمشي على الماء وغير ذلك من الكرامات كمل تخليصه من رؤية الأغيار وآفات النفس وما تدعو إليه من الشهوات . فإنه كثيراً ما تظهر الكرامة على أيدي المبتدئين ولا تظهر على أيدي الواصلين من أهل التمكين . ولذا قيل لبعضهم : أن فلاناً جاع في البادية فرأى البادية كلها طعاماً . فقال : عبد رفق به ولو بلغ إلى محل التحقيق لكان كمن قال : أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني . وسيقول المصنف : ربما رزق الكرامة من لم تكمل له الاستقامة . فالاستقامة هي أعظم الكرامات التي أكرم بها العبد من رب البريات .
ص 92 .
( 112 ) لا يستحقر الورد إلا جهول . الوارد يوجد في الدار الآخرة والورد ينطوي بانطواء هذه الدار وأولى ما يعتني به ما لا يخلف وجوده . الورد هو طالبه منك والوارد أنت تطلبه منه وأين ما هو طالبه منك مما هو مطلبك منه ؟ .
يعني : لا يستحقر الورد الذي هو الأعمال الصالحة التي تقربه إلى العزيز الغفار ويتشوف إلى الوارد وهو ما يرد على الباطن من المعارف والأسرار إلا جهول أي كثير الجهل . فإن الوارد إنما ينشأ عن الورد بعد تصفية الباطن بصالح الأعمال التي تجلب الأنوار من حضرة الغني المفضال . فالورد ما كان من الخلق للحق والوارد ما كان من الحق للخلق . ثم ذكر أن الورد له مزية على الوارد من وجهين : أشار إلى الأول بقوله : الوارد يوجد في الدار الآخرة لأنه ما يرد على باطن العبد من المعارف الربانية واللطائف الرحمانية . وأما الورد : فإنه ينطوي بانطواء هذه الدار لأن الآخرة ليست دار تكليف . وأولى ما يعتني به ما لا يخلف وجوده بفواته . وأشار إلى الوجه الثاني بقوله : الورد هو تعالى طالبه منك . فهو حقه عليك والوارد أنت تطلبه منه فهو حظك منه وأين ما هو طالبه منك مما هو مطلبك منه ؟ أي بعيد ما بينهما فقيامك بحقوقه علي أليق بالعبودية من طلبك لحظوظك المحبوبة لديك ومتى تطهرت من العيب فتح لك باب الغيب . وأتى المصنف بذلك إرشاداً للمريدين الذين يتشوفون إلى الواردات ويتركون الأوراد مع أنها لها من المقدمات . كما قال المصنف : .
( 113 ) ورود الإمداد بحسب الاستعداد وشروق الأنوار على حسب صفاء الأسرار .
يعني : أن ورود الإمداد من حضرة الملك الجواد إنما يكون للعبد بحسب استعداده لذلك بتطهير فؤاده وملازمته لأوراده . وشروق الأنوار في قلب