وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

بالمعارف والأسرار المفاضة عليه من ربه . والمشاهدة كشف لا يصاحبه وهم . والمطالعة هي مطالعة معاني أوصافه على بساط أوصافك . آه . والتحقيق أن هذه الألفاظ الستة التي ذكرها المصنف لا تدرك إلا بالذوق وغاية ما يفهم منها أن الواصلين إلى تلك الحضرة نفاض عليهم المعارف الإلهية ويقابلون من لدن الكريم الجواد بالتحف السنية .
( فصارت الحضرة معشش قلوبهم إليها يأوون وفيها يسكنون ) .
أي صارت الحضرة لقلوبهم بمنزلة العش للطير ففيه تشبيه حالهم بحال الطائر لأنهم إليها يأوون . وهاهنا حصل لهم التحقق بمقام الفناء والمحو وهو مقام الجمع الذي انتهى به سيرهم إلى الملك الحق ثم بعد ذلك يتحققون بمقام البقاء والصحو وهو مقام الفرق الذي يؤمرون فيه بمخالطة الخلق وهو المراد بقوله : ( فإذا نزلوا إلى سماء الحقوق ) أي حقوق الله الواجبة عليهم عند مخالطة الناس الشبيهة بالسماء بجامع صعوبة الارتقاء إلى كل ( أو أرض الحظوظ ) أي حظوظ أنفسهم التي يحصل لهم الارتفاق بها الشبيه بالأرض بجامع سهولة الاستقرار على كل . ( فبالإذن والتمكين والرسوخ في اليقين فلم ينزلوا إلى الحقوق بسوء الأدب والغفلة ولا إلى الخطوط بالشهوة والمتعة بل .
ص 183 .
دخلوا في ذلك بالله ولله ومن الله وإلى الله ) أي فيكون نزولهم بالإذن من الله لهم في النزول لإرشاد الخلق بما يشرق في قلوبهم من النور الذي يجعله علماً على ذلك والتمكين أي التمكن في مقام البقاء حتى تحصل لهم القوة على مخالطة الناس وتحمل أذاهم ولم يكن ذلك إلا بعد رسوخهم في اليقين بالله تعالى فلم ينزلوا إلى الحقوق بسوء الأدب والغفلة عن الله بل نزلوا إليها بالأدب التام مع الخلق واليقظة الكاملة بمشاهدة الحق فإنهم يرون الله في كل مشهود فإذا آذاهم شخص تحملوه لله الذي أوجده ورأوا أن الذي سلطه عليهم مولاهم لذنب فعلوه لا يليق بهم وإذا أكرمهم شخص شكروه مع ملاحظة أن الذي حرك قلبه للإكرام مولاهم ولم ينزلوا إلى الحظوظ بالشهوة النفسانية والمتعة - بضم الميم - أي التمتع بها كما هو مقصد أصحاب النفوس الدنية بل دخلوا في ذلك كله من الحقوق والحظوظ بالله مستعينين ولله ملاحظين ومن الله آخذين وإلى الله متوسلين فتدبر ذلك .
( { وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ } ( 80 ) الإسراء ليكون نظري إلى حولك وقوتك إذا أدخلتني واستسلامي وانقيادي إليك إذا أخرجتني ) .
قال ابن عباد : المُدْخَل والمُخْرَج الإدخال والإخراج وقد عبر بهاتين العبارتين السفرين المذكورين فالمدخل هو سفر الترقي لأنه دخول على الله D في حالة فنائه عن رؤية غيره والمخرج هو سفر التدلي لأنه خروج إلى الخليقة لفائدتي الإرشاد والهداية في حال بقائه بربه وتحققه في هذين المقامين أعني مقام الفناء والبقاء هو معنى صدقية مدخله ومخرجه وإنما طلب هذا ليحصل له به ذهابه عن رؤية نفسه في النسبة والوقوف مع الحظ ففي المدخل يشاهد حول الله تعالى وقوته فينتفي عنه بذلك النسبة إلى نفسه وفي المخرج يستسلم لربه وينقاد إليه فينتفي عنه بذلك مراعاة حظه ثم قال : .
ص 184 .
( { وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا } ( 80 ) الإسراء ينصرني وينصر بي ولا ينصر علي ينصرني على شهود نفسي ويفنيني عن دائرة حسي ) .
أي واجعل لي من عندك يا الله سلطاناً نصيراً أي مدداً إلهياً لا يصادمه شيء إلا دمغه ينصرني على أعدائي وينصر بي أحبابي الذين أقمتني لإرشادهم ولا ينصر على أحداً من النفس والهوى والشيطان فإن ذلك والعياذ بالله من علامات الخذلان . ثم خص النفس لكونها أعدى الأعداء بقوله ينصرني على شهود نفسي بأن لا أشاهد لها فعلاً من الأفعال ويفنيني عن دائرة حسي أي عما يدور به حسي من الأكوان حتى أصل بعدم التعلق بها إلى درجات الكمال