وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 116 /
يرصدون عليها كرائم الأموال، ويوفرون لها أعظم الجهود، ويؤثرونها على مناهج الإصلاح، ومشارع النفع، حتى أصبح العالم وكأنما استحال إلى مصنع من مصانع البارود يوشك أن يعبث به العابثون، فإذا الفناء المرتقب: تسلحوا ليأمنوا، وفاتهم أن هذا هو عين الخوف، وأن التسلح الحق الذي تهدأ به النفوس تستقر به القلوب التي في الصدور، إنما هو التسلح بالخلق والفضائل، وأن يعلم الإنسان أن مظهر إنسانيته الأول هو التعاون والتكافل على إسعاد المجتمع، وتطهيره من عوامل الشر، ونوازع البغي، وبواعث الاضطراب والخوف، وأن الطمع والجشع واستعمال القوة إنما هي أخلاق الحيوان المفترس الذي يعتمد على نابه وظفره، ويعتز بقوة مخالبه.
فعلى العالم أن يفيء إلى خلق الإنسانية، وأن يذكر الرحم التي بين أهله بأبوة آدم، وأمومة حواء، وأن هذه الرحم تقضي بأن يمد القوى يده للضعيف ليعينه وينهضه، لا ليسلبه أو يحطمه أو يأكله، وبأن يعيش الإخوة متراحيمن متعاطفين لا متزاحمين ولا متقاطعين، وأن الحياة في ظلال الخلق الكريم، والفضائل الإنسانية الرفيعة هي الحياة الهانئة السعيدة التي لا يفسدها خوف، ولا يكدر صفوها تخاصم أو تنازع.
على أولئك الذين يدعون أممهم إلى التسلح بما تفتقت عنه أذهان الشياطين وأعداء الإنسانية أن يدعوها بدل ذلك إلى التسلح بالعدل والإيمان بالحق، والصدور في كل ما يأتون أو يذرون عن روح السماحة والبر، فإن كثيراً من أسباب العداوات موهوم غير محقق، وكثير منها لا بقاء له إذا سلك به سبيل الحكمة والإنصاف وابتغاء وجه الحق.
هكذا يقول أصحاب تلك الدعوة الجديدة، فليت شعري ماذا بين هؤلاء وبين عدوة الإسلام? أتراهم عرفوها فوصفوها? صدق الله العظيم: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق، أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد؟).