وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صحفة 4 /
فهو يسقط اليوم الخالي، ولا يعتد به، ومن تأمل القرآن الكريم لمح فيه ما يدل على هذه النظرية، فمن ذلك أن الله تعالى يقول (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا) وما ذلك الحين الطويل ـ في رأي بعض العلماء ـ الا عهود الجهل والفوضى وحياة الناس في ظل القوة الجسدية، وقانون الوحشية، فالله تعالى لم يعتد بهذه العهود وان تطاولت، ولم يعتبر الإنسان فيها شيئاً مذكورا، ومن ذلك أنه جل شأنه ضرب على آذان أهل الكهف ثلاثمائة سنين وزادهم تسعا، فلما أفاقوا قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم، وهو قول موافق لواقع أمرهم من حيث القيمة العملية، فان يومهم لم يزد عن أمسهم، إذ كانوا أجساداً هامدة، وعقولا جامدة، فلم يعيشوا هذا الزمان الطوال، وان تقبلوا فيه ذات اليمين وذات الشمال.
وها نحن أولاء في عصرنا الحاضر نرى أمما يساوى العام الواحد هن حياتها عشرة أعوام أو عشرين أو خمسين أو مائة، بينما نرى أمما أخرى لا يساوى القرن من حياتها سنوات معدودات، فلينظر المسلمون في أي الامم يعدون؟
لقد استطاع البناة الأولون أن يملأوا سمع الزمان وبصره، وأن يفرضوا كلمتهم وهيبتهم وقانون حياتهم على معظم الأمم في العالم شرقية وغربية، فيما لم يتجاوز نصف قرن من الزمان، فهل كان الحساب يومئذ حسابا زمنيا يستمد من الشمس أو القمر؟ كلا ولكنه كان حساب البطولة المؤمنة الصادقة العاملة الناصبة، المنبعثة باذن ربها إلى الانقاذ والاصلاح، ودفع الإنسانية إلى طريق الفلاح، ثم استدار الزمان فصاروا بالفرقة والضعف أمة زمنية يحسب عمرها بما مر عليها من الأعوام التي لا تساوى الأيام، والقرون التي لا تساوى السنين، وينطوى عنها سجل الزمان، لم تخط في صفحاته الا أوصاف النكبات، ومظاهر الأزمات، وصور التخلف والتدهور.
واليوم، وفي مطلع هذا العام الجديد، أين نحن؟ وما حسابنا، وما وزننا، أسئلة يجب أن نفكر فيها، وأن نتذرع بالشجاعة في الاجابة عنها صادقين منصفين.
محمد محمد المدني