وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 340/
والتشكيك فيه، وقد وصل الأمر بهم إلى أن ظاهروا أهل الشرك والوثنية من العرب على محمد وأصحاب محمد، وزعموا لهم أنهم أهدى منهم سبيلا، وفي ذلك يقول الله عزوجل: " ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا ".
فلم يكن بد للإسلام من أن يدافع عن وجوده وبقائه، ومن أن يزيل الصعاب والعراقيل التي توضع في طريقه، وهو لذلك يقرر أن حروبه إنما هي للدفاع " وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين " وأن غايتها هي كفالة الحرية الدينية في جو مطهر من الفتنة والصد عن الحق " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فان انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين ".
وقد مضت القرون بعد القرون، وموقف الإسلام من اعدائه، وموقف أعدائه منه، على ما وصفنا: هم يحاربونه في السر والعلن خوفا من قوته وملاءمة شريعته للحياة، وهو يدافع عن نفسه، وقد يضطر في سبيل هذا الدفاع إلى أن يهاجم خصومه، وحينئذ يقولون حرب دينية.
إن الإسلام دين تقدمي، يريد للبشر حياة سعيدة متكافئة خالية من الظالم، مستقرة على دعائم من المساواة والعدل، فهيهات أن يرضى عنه دعاة الاستغلال والاستعمار، والذين يحبون أن يظل الشرق في عماية ليقودوه، وفي خضوع ليسخروه، فهم لا يخافون من الإسلام إلا هذا، ولا يحاربون في الإسلام إلا هذا، وإن علينا ـ نحن المسلمين ـ أن ندرك أن أعداءنا يريدون أن يرمونا عن قوس واحدة، فهم يحركون العواطف الدينية في شعوبهم، زاعمين أن الإسلام دين تعصب وهدم، فإذا كانوا يحاولون أن يتكتلوا على باطلهم، فما أجدرنا أن نلتف حول حقنا، وأن ندافع عن كياننا، والله المستعان على ما يصفون
محمد محمد المدني