قال الزجاج كل ما أتى فجأة فقد بغت يقال قد بغته الأمر يبغته بغتا وبغتة إذا أتاه فجأة قال الشاعر ... ولكنهم بانوا ولم أخش بغتة ... وأفظع شيء حين يفجؤك البغت ... .
قوله تعالى يا حسرتنا الحسرة التلهف على الشيء الفائت وأهل التفسير يقولون يا ندامتنا .
فإن قيل ما معنى دعاء الحسرة وهي لا تعقل .
فالجواب أن العرب إذا اجتهدت في المبالغة في الإخبار عن عظيم ما تقع فيه جعلته نداء فتدخل عليه يا للتنبيه والمراد تنبيه الناس لا تنبيه المنادي ومثله قولهم لا أرينك هاهنا لفظه لفظ الناهي لنفسه والمعنى للمنهي ومن هذا قولهم يا خيل الله اركبي يراد يا فرسان خيل الله وقال سيبويه إذا قلت يا عجباه فكأنك قلت احضر وتعال يا عجب فهذا زمانك فأما التفريط فهو التضييع .
وقال الزجاج التفريط في اللغة تقدمه العجز وفي المكني عنه بقوله فيها ثلاثة أقوال .
أحدها أنها الدنيا فالمعنى على ما ضيعنا في الدنيا من عمل الآخرة قاله مقاتل