للساقي اذكرني عند ربك قيل له يا يوسف اتخذت من دوني وكيلا لأطيلن حبسك فبكى وقال يارب أنسى قلبي كثرة البلوى فقلت كلمة فويل لإخوتي وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخرى يابسات يا أيها الملأ افتوني في رءياي إن كنتم للرءيا تعبرون .
قوله تعالى وقال الملك يعني ملك مصر الأكبر إني أرى يعني في المنام ولم يقل رايت وهذا جائز في اللغة أن يقول القائل أرى بمعنى رأيت قال وهب بن منبه لما انقضت المدة التي وقتها الله تعالى ليوسف في حبسه دخل عليه جبريل إلى السجن فبشره بالخروج وملك مصر ولقاء أبيه فلما أمسى الملك من ليلتئذ رأى سبع بقرات سمان خرجن من البحر في آثارهن سبع عجاف فأقبلت العجاف على السمان فأخذن بأذنابهن فأكلنهن إلى القرنين ولم يزد في العجاف شيء ورأى سبع سنبلات خضر وقد أقبل عليهن سبع يابسات فأكلنهن حتى أتين عليهن ولم يزدد في اليابسات شيء فدعا أشراف قومه فقصها عليهم فقالوا أضغاث أحلام قال الزجاج والعجاف التي قد بلغت في الهزال الغاية والملأ الذين يرجع إليهم في الأمور ويقتدى برأيهم واللام في قوله للرؤيا دخلت على المفعول للتبيين المعنى إن كنتم تعبرون ثم يبن باللام فقال للرؤيا ومعنى عبرت الرؤيا وعبرتها أخبرت بآخر ما يؤول إليه أمرها واشتقاقه من عبر النهر وهو شاطئ النهر فتأويل عبرت النهر بلغت إلى عبره أي إلى شطه وهو آخر عرضه