أصحاب ابي عمرو بكسر السين وقرأ الباقون بفتحها فمن فتح أراد المصدر من نسك ينسك ومن كسر أراد مكان النسك كالمجلس والمطلع ومعنى الآية لكل جماعة مؤمنة من الامم السالفة جعلنا ذبح القرابين ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام وإنما خص بهيمة الأنعام لأنها المشروعة في القرب والمراد من الآية أن الذبائح ليست من خصائص هذه الأمة وأن التسمية عليها كانت مشروعة قبل هذه الأمة .
قوله تعالى فآلهكم إله واحد أي لا ينبغي أن تذكروا على ذبائحكم سواه فله أسلموا أي انقادوا واخضعوا وقد ذكرنا معنى الإخبات في هود 23 وكذلك الفاظ الآية التي تلي هذه .
والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فاذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا والله على ما هداكم وبشر المحسنين .
قوله تعالى والبدن وقرأ الحسن وابن يعمر برفع الدال قال الفراء يقال بدن وبدن والتخفيف أجود وأكثر لأن كل جمع كان واحده على فعلة ثم ضم أول جمعه خفف مثل أكمة وأكم وأجمة وأجم وخشبة وخشب وقال الزجاج البدن منصوبة بفعل مضمر يفسره الذي ظهر والمعنى وجعلنا البدن وإن شئت رفعتها على الاستئناف والنصب أحسن ويقال بدن وبدن وبدنة مثل قولك ثمر وثمر وثمرة وإنما سميت بدنة لأنها تبدن أي تسمن