المحراب سيد المجالس ومقدمها وأشرفها وكذلك هو من المسجد وقال الأصمعي المحراب هاهنا الغرفة وقال الزجاج المحراب في اللغة الموضع العالي الشريف .
قال الشاعر ... ربة محراب إذا جئتها ... لم ألقها أو أرتقي سلما ... .
قوله تعالى وجد عندها رزقا قال ابن عباس ثمار الجنة فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف وهذا قول الجماعة .
قوله تعالى أنى لك هذا أي من اين قال الربيع بن أنس كان زكريا إذا خرج أغلق عليها سبعة أبواب فاذا دخل وجد عندها رزقا وقال الحسن لم ترتضع ثديا قط وكان يأتيها رزقها من الجنة فيقول زكريا أنى لك هذا فتقول هو من عند الله فتكلمت وهي صفيرة وزعم مقاتل أن زكريا استأجر لها ظئرا وعلى ما ذكرنا عن ابن إسحاق يكون قوله لها أنى لك هذا لاستكثار ما يرى عندها وماعليه الجمهور أصح والحساب في اللغة التقتير والتضييق .
هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء .
قوله تعالى هنالك دعا زكريا ربه قال المفسرون لما عاين زكريا هذه الآية العجيبة من رزق الله تعالى مريم الفاكهة في غير حينها طمع في الولد على الكبر و من لدنك بمعنى من عندك والذرية تقال للجمع وتقال للواحد والمراد بها هاهنا الواحد قال الفراء و إنما قال طيبة لتأنيث الذرية والمراد بالطيبة النقية الصالحة والسميع بمعنى السامع وقيل أراد مجيب الدعاء