فهذا اختلاف الناس فيمن نزلت واختلفوا في سبب نزولها على ثلاثة أقوال .
أحدها أن الشهداء بعد استشهادهم سألوا الله أن يخبر إخوانهم بمصيرهم وقد ذكرناه عن ابن عباس .
والثاني أن رجلا قال يا ليتنا نعلم ما لقي إخواننا الذين استشهدوا فنزلت قاله مقاتل .
والثالث أن أولياء الشهداء كانوا إذا أصابتهم نعمة أو سرور تحسروا وقالوا نحن في النعمة والسرور وآباؤنا وأبناؤنا وإخواننا في القبور فنزلت هذه الآية ذكره علي بن أحمد النيسابوري .
فأما التفسير فمعنى الآية لا تحسبنهم أمواتا كالأموات الذين لم يقتلوا في سبيل الله وقد بينا هذا المعنى في البقرة وذكرنا أن معنى حياتهم أن ارواحهم في حواصل طير تأكل من ثمار الجنة وتشرب من أنهارها قال مجاهد يرزقون من ثمر الجنة .
فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون