ونافع وابن عامر يقول بغير واو مع رفع اللام وكذلك في مصاحف أهل مكة والمدينة قال المفسرون لما أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير اشتد ذلك على المنافقين وجعلوا يتأسفون على فراقهم وجعل المنافق يقول لقريبه المؤمن إذا رآه جادا في معاداة اليهود أهذا جزاؤهم منك طال والله ما أشبعوا بطنك فلما قتلت قريظة لم يطق أحد من المنافقين ستر ما في نفسه فجعلوا يقولون أربعمئة حصدوا في ليلة فلما رأى المؤمنون ما قد ظهر من المنافقين قالوا أهؤلاء يعنون المنافقين الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم قال ابن عباس أغلظوا في الأيمان وقال مقاتل جهد أيمانهم القسم بالله وقال الزجاج اجتهدوا في المبالغة في اليمين إنهم لمعكم على عدوكم حبطت أعمالهم بنفاقهم يآأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم .
قوله تعالى من يرتد منكم عن دينه قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي يرتد بادغام الدال الأولى في الأخرى وقرأ نافع وابن عامر يرتدد بدالين قال الزجاج يرتدد هو الأصل لأن الثاني إذا سكن من المضاعف ظهر التضعيف فأما يرتد فأدغمت الدال الأولى في الثانية وحركت الثانية بالفتح لالتقاء الساكنين قال الحسن علم الله أن قوما يرجعون عن الإسلام بعد موت نبيهم عليه السلام فأخبرهم أنه سيأتي بقوم يحبهم ويحبونه وفي المراد بهؤلاء القوم ستة أقوال