كيف تصرف فجعل الله تعالى هذه الأشياء عصمة للناس بما جعل في صدورهم من تعظيمها .
قوله تعالى ذلك لتعلموا ذكر ابن الأنباري في المشار إليه بذلك أربعة أقوال .
أحدها أن الله تعالى أخبر في هذه السورة بغيوب كثيرة من أخبار الأنبياء وغيرهم وأطلع على أشياء من أحوال اليهود والمنافقين فقال ذلك لتعلموا أي ذلك الغيب الذي أنبأتكم به عن الله يدلكم على أنه يعلم ما في السموات وما في الأرض ولا تخفى عليه خافية .
والثاني أن العرب كانت تسفك الدماء بغير حلها وتأخذ الأموال بغير حقها ويقتل أحدهم غير القاتل فاذا دخلوا البلد الحرام أو دخل الشهر الحرام كفوا عن القتل والمعنى جعل الله الكعبة أمنا والشهر الحرام أمنا إذ لو لم يجعل للجاهلية وقتا يزول فيه الخوف لهلكوا فذلك يدل على أنه يعلم ما في السموات وما في الأرض .
والثالث أن الله تعالى صرف قلوب الخلق إلى مكة في الشهور المعلومة فاذا وصلوا إليها عاش أهلها معهم ولولا ذلك ماتوا جوعا لعلمه بما في ذلك من صلاحهم وليستدلوا بذلك على أنه يعلم ما في السموات وما في الأرض .
والرابع أن الله تعالى جعل مكة أمنا وكذلك الشهر الحرام فاذا دخل الظبي الوحشي الحرم أنس بالناس ولم ينفر من الكلب ولم يطلبه الكلب فاذا خرجا عن حدود الحرم طلبه الكلب وذعر هو منه والطائر يأنس بالناس في الحرم ولا يزال يطير حتى يقرب من البيت فاذا قرب منه عدل عنه ولم